الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          شمط

                                                          شمط : شمط الشيء يشمطه شمطا وأشمطه : خلطه ; الأخيرة عن أبي زيد . قال : ومن كلامهم أشمط عملك بصدقة أي اخلطه . وشيء شميط : مشموط . وكل لونين اختلطا فهما شميط . وشمط بين الماء واللبن : خلط . وإذا كان نصف ولد الرجل ذكورا ونصفهم إناثا فهم شميط . ويقال : اشمط كذا لعدو أي اخلط . وكل خليطين خلطتهما فقد شمطتهما ، وهما شميط . والشميط : الصبح لاختلاط لونيه من الظلمة والبياض ، ويقال للصبح : شميط مولع . وقيل للصبح شميط لاختلاط بياض النهار بسواد الليل ; قال الكميت :


                                                          وأطلع منه اللياح الشميط خدود كما سلت الأنصل

                                                          قال ابن بري : شاهد الشميط الصبح قول البعيث :


                                                          وأعجلها عن حاجة لم تفه بها     شميط تبكى آخر الليل ساطع

                                                          وكان أبو عمرو بن العلاء يقول لأصحابه : اشمطوا أي خذوا مرة في قرآن ، ومرة في حديث ، ومرة في غريب ، ومرة في شعر ، ومرة في لغة أي خوضوا . والشمط في الشعر : اختلافه بلونين من سواد وبياض ، شمط شمطا واشمط واشماط ، وهو أشمط ، والجمع شمط وشمطان . والشمط في الرجل : شيب اللحية ، ويقال للرجل أشيب . والشمط : بياض شعر الرأس يخالط سواده ، وقد شمط بالكسر يشمط شمطا ، وفي حديث أنس : لو شئت أن أعد شمطات كن في رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم فعلت ; الشمط : الشيب ، والشمطات : الشعرات البيض التي كانت في شعر رأسه يريد قلتها . وقال بعضهم : وامرأة شمطاء ، ولا يقال شيباء ; وقوله أنشده ابن الأعرابي :


                                                          شمطاء أعلى بزها مطرح     قد طال ما ترحها المترح

                                                          شمطاء أي بيضاء المشفرين ، وذلك عند البزول ; وقوله : أعلى بزها مطرح أي قد سمنت فسقط وبرها ، وقوله قد طال ما ترحها المترح أي نغصها المرعى . وفرس شميط الذنب : فيه لونان . وذئب شميط : فيه سواد وبياض . والشميط من النبات : ما رأيت بعضه هائجا وبعضه أخضر ، وقد يقال لبعض الطير إذا كان في ذنبه سواد وبياض : إنه لشميط الذنابى ; وقال طفيل يصف فرسا :


                                                          شميط الذنابى جوفت ، وهي جونة     بنقبة ديباج وريط مقطع

                                                          الشمط : الخلط يقول : اختلط في ذنبها بياض وغيره . أبو عمرو : الشمطان الرطب المنصف ، والشمطانة : البسرة التي يرطب جانب منها ويبقى سائرها يابسا . وقدر تسع شاة بشمطها وأشماطها أي بتابلها . وحكى ابن بري عن ابن خالويه قال : الناس كلهم على فتح الشين من شمطها إلا العكلي فإنه يكسر الشين . والشمطاط والشمطوط : الفرقة من الناس وغيرهم . والشماطيط : القطع المتفرقة . يقال : جاءت الخيل شماطيط أي متفرقة أرسالا ، وذهب القوم شماطيط وشماليل إذا تفرقوا والشماليل : ما تفرق من شعب الأغصان في رءوسها مثل شماريخ العذق الواحد شمطيط ، وفي حديث أبي سفيان :


                                                          صريح لؤي لا شماطيط جرهم

                                                          الشماطيط : القطع المتفرقة . وشماطيط الخيل : جماعة في تفرقة واحدها شمطوط . وتفرق القوم شماطيط أي فرقا وقطعا ، واحدها شمطاط وشمطوط وثوب شمطاط ; قال جساس بن قطيب :


                                                          محتجز بخلق شمطاط     على سراويل له أسماط

                                                          وقد تقدمت أرجوزته بكمالها في ترجمة شرط أي بخلق ، وقد تشقق وتقطع . وصار الثوب شماطيط إذا تشقق ; قال سيبويه : لا واحد للشماطيط ، ولذلك إذا نسب إليه ، قال شماطيطي فأبقى عليه لفظ الجمع ، ولو كان عنده جمعا لرد النسب إلى الواحد ، فقال شمطاطي أو شمطوطي أو شمطيطي . الفراء : الشماطيط والعباديد والشعارير والأبابيل كل هذا لا يفرد له واحد . وقال اللحياني : ثوب شماطيط خلق . والشمطوط : الأحمق ; قال الراجز :


                                                          يتبعها شمردل شمطوط     لا ورع جبس ولا مأقوط

                                                          وشماطيط : اسم رجل ; أنشد ابن جني :


                                                          أنا شماطيط الذي حدثت به     متى أنبه للغداء أنتبه
                                                          ثم أنز حوله وأحتبه     حتى يقال سيد ولست به

                                                          والهاء في أحتبه زائدة للوقف ، وإنما زادها للوصل لا فائدة لها أكثر من ذلك . وقوله حتى يقال روي مرفوعا ; لأنه إنما أراد فعل الحال ، وفعل الحال مرفوع في باب حتى ، ألا ترى أن قولهم سرت حتى أدخلها إنما هو في معنى قوله حتى أنا في حال دخولي ، ولا يكون قوله حتى يقال سيد على تقدير الفعل الماضي ; لأن هذا الشاعر إنما أراد أن يحكي حاله التي هو فيها ، ولم يرد أن يخبر أن ذلك قد مضى .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية