الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طرح الهواجس بعد التحري والاحتياط

السؤال

بداية أود أن أشكركم على هذا الموقع القيم وأريد أن أطرح عليكم سؤالا بخصوص إعانة أعطتها لي الدولة إثر إعاقة أعاني منها بسبب حادثة سير وأنا من قدمت طلب الإعانة وكان من بين الوثائق الأساسية في الملف الشهادة الطبية التي يقوم بملئها الطبيب وفي هذه الورقة عدة أسئلة تتعلق بالقدرات الجسدية والإعاقات ومن ضمن هذه الأسئلة قدرتي على القيام بالأعمال المنزلية والطبيبة قامت بملء الخانة التي تعني أني لا أستطيع أن أقوم بالأعمال المنزلية، علما بأنني في ذلك الوقت كنت أستطيع القيام ببعض الأعمال المنزلية وكانت هناك خانة تخص هذه الحالة غير أني عندما قلتها لطبيبة قالت لي أن الأعمال المنزلية بالنسبة إليهم القيام بأعمال تتطلب قدرة عالية، وأرسلت الملف هكذا وبالفعل وافقت اللجنة على إعطائي المنحة لكن سرعان ما تذكرت ما قامت به الطبيبة فاتصلت بالمؤسسة التي تعطي الإعانة لأخبرهم أن الطبيبة أخطأت في الخانة ولكنهم تعجبوا من أني أتصل لهذا السبب وأخبروني أن الموضوع ليس بمهم ولا يؤثر على استحقاقي للإعانة فأكدت عليهم أنه لا أستطيع أن أعتمد على أقوالهم وأنه يجب علي أن أخبر اللجنة الطبية بذلك غير أنهم قالوا لي إنهم لا يستطيعون أن يربطوني باللجنة مباشرة وأنه إذا كان لدي أي إعتراض على قرار اللجنة أن أكتب إليهم وبالفعل كتبت إليهم ومكثت مدة كل مرة أتصل فيها يخبروني أن الاعتراض غير مسجل إلى غاية شهرين وكل مرة يخبروني أن هذا الأمر ليس بمهم ولا أدري إن كانت لهم الصلاحية في القول في هذه الأمور، وفي آخر مرة اتصلت على الهاتف وبفضل الله وجدوا رسالتي في الملف دليل على أنهم استلموها، علما بأن في لوائحهم القانونية أنه إذا لم يتم الرد خلال شهر فهذا يعني أن طلب الاعتراض قد رفض، علما بأنني لا أدري إن كان الطلب قد درس بالفعل ولا أدري من قام بفحصه، ما زالت الوساوس تراودني رغم أني بدأت أنتفع بالمال, أنا قمت بإعلامهم بالأمر كما هو مسطر في اللوائح القانونية هل احتمال أنهم لم يعطوا الورقة لشخص المخول بذلك يؤثر على مشروعية تملكي للمال أم أنه لا يجب أن أبني قراري على الشك، علما بأنني في دولة فرنسا والمعروف عنهم أنهم يطبقون القانون؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنهنئك على هذا الحرص على تجنب ما تشكين في حليته، فإن من الورع تجنب كل ما يشك المرء فيه، وقد روى الترمذي في سننه بسند صحيح عن الحسن بن علي رضي الله عنهما قال: حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم: دع ما يريبك إلى ما لا يريبك. وعن عطية السعدي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يبلغ العبد أن يكون من المتقين حتى يدع ما لا بأس به حذراً لما به بأس. رواه الترمذي وابن ماجه وهو حديث حسن.

إلا أن ما تجازو الحد من الشك يعتبر وسواساً وهو مذموم، فأنت ذكرت أن الطبيبة قامت بملء الخانة التي تعني أنك لا تستطيعين أن تقومي بالأعمال المنزلية، ومعلوم -عادة- أنها هي المخولة بذلك، ولما اعترضت على ما قامت به قلت إنها قالت لك: إن الأعمال المنزلية بالنسبة إليهم هي القيام بأعمال تتطلب قدرة عالية. وذكرت أنك اتصلت بالمؤسسة التي تعطي الإعانة لتخبريهم أن الطبيبة أخطأت في الخانة، فأخبروك أن الموضوع ليس بمهم ولا يؤثر على استحقاقك للإعانة.. ثم قلت إنك كتبت إلى اللجنة الطبية بذلك.. إلى غير ذلك مما ذكرته وفصلته، مما يفيد أنك قد أخبرت كل الجهات التي لها صلة بالموضوع.

ولا شك في أن هذا القدر من التحري والاحتياط يكفي للاطمئنان على حلية تلك الإعانة لك، فأبعدي عنك والوساوس واستعيني بالله.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني