الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السر في تقديم المال على البنين في آيات كثيرة

السؤال

في الآيات التي فيها المال والبنون, هل هنا تفضيل للمال على الأبناء.
جزاكم الله خيرا .

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا شك أن الأبناء أعز من المال، وأن المرء يضحي بماله لصالح ولده، وعلى العموم فالمال يضحى به لصالح النفس البشرية كما في ترتيب الكليات الخمس أو الضروريات، وهي على الترتيب: الدين والنفس والعقل والنسب والمال، كما قال صاحب المراقي:

دين فنفس ثم عقل نسب * مال إلى ضرورة تنتسب

ورتبن ولتعطفن مساويا * عرضا على المال تكن موافيا

فحفظها حتم على الإنسان * في كل شرعة من الأديان

فنلاحظ أن المال آخرها في الترتيب، ولكنه قدم في الذكر في آيات كثيرة على الأبناء لحكم ذكرها أهل التفسير، وليس منها أن المال أفضل من الأبناء، قال أبو السعود في إرشاد العقل السليم: وتقديم المال على البنين -في الذكر- مع كونهم أعز منه لعراقته فيما نيط به من الزينة والإمداد، وعمومه بالنسبة إلى الأفراد والأوقات، فإنه زينة وممد لكل أحد من الآباء والبنين في كل وقت وحين، وأما البنون فزينتهم وإمدادهم إنما يكون بالنسبة لمن بلغ مبلغ الأبوة، ولأن المال مناط لبقاء النفس، والبنين لبقاء النوع، ولأن الحاجة إليه أمس من الحاجة إليهم، ولأنه أقدم منهم في الوجود، ولأنه زينة بدونهم من غير عكس، فإن من له بنون بلا مال فهو في ضيق حال ونكال......

فهذه بعض الحكم التي من أجلها قدم المال في الذكر، مع أن مجرد العطف بالواو لا يقتضي الترتيب.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني