الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بيان كثرة طرق الخير مع وجوب الإخلاص فيها

السؤال

أنا أتألم عندما أرى من هو أسوأ مني حالا سواء من إخواني المسلمين أو غير المسلمين، وأنا أتمنى بإذن الله أن أساعد إخواني المسلمين وأن أفرج عنهم مصائبهم بإذن الله، مشكلتي إني أريد أن أساعدهم لأني ذقت طعم المرارة من كثرة المصايب التي واجهتني وأنا لا أريد أن أضيع وقتي في عمل قد لا أحصل على ثوابه يوم القيامة بسبب نيتي حيث إني لم أجعلها لله ولكني والله أريد أن أساعد إخواني أخبروني ماذا أفعل؟
جزاكم الله الجنة.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يجعل ما مر بك من بلاء ومصائب وأقدار مؤلمة في موازين حسناتك، فيكفر بها من خطاياك ويرفع بها درجتك عنده ويرزقك الصبر والرضا وحسن الظن بالله تعالى، وانظر الفتاوى ذات الأرقام التالية: 51946، 13849، 27082.

وأما الأعمال التي يمكنك أن تقدمها لإخوانك المسلمين فكثيرة، ومن أهمها الدعاء لهم أن يفرج الله كربهم ويهديهم الصراط المستقيم ويعلي رايتهم ويوحد كلمتهم وينصرهم على عدوهم، ومما تقدمه لإخوانك المسلمين أيضاً: النصيحة لهم، فترشدهم إلى مصالحهم، تعلمهم أمور دينهم ودنياهم بقدر المستطاع، وترد من زاغ منهم عن الحق بلطف ورفق، وتستر عوراتهم وتسد خلاتهم، وتنصرهم على أعدائهم، وتذب عنهم، وتدفع كل أذى ومكروه عنهم، وتحب لهم ما تحب لنفسك، وتكره لهم ما تكره لنفسك، وتشفق عليهم، وترحم صغيرهم، وتوقر كبيرهم، وتحزن لحزنهم، وتفرح لفرحهم، وتؤثر فقيرهم، إلى غير ذلك من أصناف النصيحة لهم.

ومما تقدمه للمسلمين أيضاً: المساهمة المادية في إنجاح المشاريع التي تقام لهم عن طريق التبرع للجمعيات الخيرية الموثوق بها، فيبنون لهم المستشفيات وملاجئ الأيتام ويحفرون لهم الآبار ويوفرون لهم من يعلمهم أمور دينهم ونحو ذلك من المشاريع التي تضطلع بها المؤسسات والجمعيات الخيرية، ولمزيد فائدة انظر الفتويين: 2159، 47636.

واعلم أخي الكريم أنك لن تنتفع بثواب شيء من عملك إلا إذا قصدت به ابتغاء مرضاة الله تعالى وثواب الدار الآخرة، فإن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصاً لوجهه، وعلى وفق شريعته سبحانه، فإنه جل وتعالى أغنى الشركاء عن الشرك، وإذا عمل العبد عملاً أشرك فيه مع الله غيره رده الله عليه ولم يقبله منه، فجاهد نفسك في إخلاصك نيتك وإصلاح عملك. وفقك الله لما يحب ويرضى، وجعلك ذخراً للإسلام والمسلمين.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني