الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف تجعل من الصلاة قرة عين

السؤال

ما حكم الشريعة في من يرغم نفسه على الصلاة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله تعالى أن يوفقنا وجميع المسلمين لما يحبه ويرضاه, ويحفظنا وإياهم مما يسخطه سبحانه وتعالى. وإن من المعلوم أن المسلم مكلف بأداء الصلوات الخمس في أوقاتها كما أنه مكلف بأداء الفرائض الأخرى، ولا شك أن التكاليف توجد فيها مشقة على النفس؛ لذلك فإن المكلف مطلوب منه أن يروض نفسه على امتثال أمر الله تعالى حتى يصير أداء الصلاة عنده سهلا, بل إنه إذا دام على الخشوع في الصلاة، وتدبر ما يقرأ أثناءها خف عنه ذلك التكاسل وحببت إليه الصلاة حتى تصير قرة عينه، قال تعالى: وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الخَاشِعِينَ * الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ {البقرة:45-46}.

وأما بالنسبة لإجزاء صلاة من هذه صفته فإن كان يأتي بها على الوجه الصحيح فإنها تجزئه أي لا يطالب بالإعادة ولو كان لا يخف لها. هذا, وليعلم الأخ السائل أن الصلاة أمرها عظيم عند الله تعالى، ومكانتها كبيرة في الدين لا يخفى ذلك على أي مسلم. قال تعالى: حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الوُسْطَى وَقُومُوا للهِ قَانِتِينَ {238: البقرة} وقال تعالى: إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَوْقُوتاً {النساء: 103} وقال تعالى: فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً. {مريم:59} وقال صلى الله عليه وسلم: ليس بين العبد وبين الكفر إلا ترك الصلاة. كما في السنن وصحيح ابن حبان. وقال: العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر. رواه الترمذي والنسائي وابن ماجه. وفي سنن ابن ماجه وغيره عن أبي الدرداء رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ولا تترك صلاة مكتوبة، فمن تركها متعمداً فقد برئت منه الذمة. إلى غير ذلك من الأحاديث في تعظيم شأن الصلاة وتوعد تاركها والمتهاون والمتساهل في أمرها. فعلى من ابتلي بهذه الدرجة من الفتور عنها أن يحذر من أن يتصف بصفات المنافقين, فإن من صفاتهم الكسل عند القيام إلى الصلاة. قال تعالى في شأنهم: وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاؤُونَ النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلاً {النساء: 142} وعليه أن يتدبر هذه الآيات ويتفحص تلك الأحاديث وهو موقن مصدق، وليكثر من التضرع إلى الله تعالى أن يلهمه رشده، ويعينه على نفسه ويوفقه للقيام بما افترض عليه.

كما ننصحه بالإكثار من قراءة فضائل الأعمال من كتاب رياض الصالحين وغيره وخصوصا باب الصلاة والمحافظة عليها. ومما يعين على الاهتمام بالصلاة مجالسة الصالحين وصحبتهم فإنها تعين على فعل الخيرات وترك المنكرات, وليراجع الفتوى رقم: 1145.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني