الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ليس من الأدب أن يطعن الخطيب على المنبر في أهل العلم

السؤال

يقوم أحد الإخوة في مسجد السنة بكالرسروه - ألمانيا بإلقاء خطبة الجمعة على المصلين، وتكلم في مسألة معلومة عند أهل السنة وهي أن الأخذ بالرؤية في تحديد بداية شهر رمضان هي الأصل وأن الحساب الفلكي بدعة منكرة, ولكنه في بداية الخطبة وعرضها وصف هيئة علماء المسلمين في أوروبا بأنهم صغار , وذلك لأنهم يأخذون بالحساب الفلكي لا بالرؤية. فهل يجوز التجريح في هذه الهيئة مستدلا بأقوال الإمام الشاطبي رحمه الله في تجريح أهل البدع - لو صدق عليهم هذا الوصف؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فأما مسألة العمل بالحساب فالصواب فيها هو المنع، وأن المعول عليه إنما هو على الرؤية، وانظر الفتوى رقم: 139683 ، ولكن قد قال باعتبار الحساب جمع من العلماء المعتبرين منهم أبو العباس ابن سريج من الشافعية، وممن قال به في زماننا العلامة أحمد شاكر رحمه الله، وقولهم هذا وإن كان ضعيفا فإنه لا يتهم من تقلده بالبدعة، والذي ينبغي في مسائل العلم هو أن تعرض الأدلة ويبين الصواب مع تجنب الطعن في الأشخاص والزراية عليهم، فما فعله هذا الخطيب من الطعن في الهيئة المذكورة لمخالفتها في هذه المسألة ليس بالأمر السديد، وعلى كل مسلم أن يتقي الله تعالى ويعلم أنه محاسب على كل ما يتكلم به، وأن الواجب عليه أن يتحرز في منطقه غاية التحرز ويتجنب الوقيعة في المسلمين عموما وفي المنسوبين إلى العلم خصوصا، فإن غائلة هذا الفعل عظيمة نسأل الله السلامة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني