السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام علي سيدنا وحبيبنا محمد عليه وعلى آله السلامأنا طالبة أبلغ من العمر 19 سنه كيف أعشق الله عز وجل ؟ أي كيف أجعل حب الله سبحانه وتعالى أعمق من حبي لأهلي ونفسي وكل شيء في الوجود....
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام علي سيدنا وحبيبنا محمد عليه وعلى آله السلامأنا طالبة أبلغ من العمر 19 سنه كيف أعشق الله عز وجل ؟ أي كيف أجعل حب الله سبحانه وتعالى أعمق من حبي لأهلي ونفسي وكل شيء في الوجود....
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن حب الله عز وجل أصل عظيم من أصول الإيمان، ومصدر السعادة للإنسان في دنياه وأخراه، فبه تتحقق حلاوة الإيمان، فقد روى البخاري ومسلم عن أنس رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما....... الحديث.
هذه هي منزلة حب الله تعالى، أما كيف يتم تحقيقها، وجعلها مقدمة على حب كل شيء؟ فإن ذلك يتم بعدة أمور منها:
أولاً: يقين المرء بأن الله تعالى هو الذي أوجده من العدم، وأسبغ عليه الظاهر والباطن من النعم، قال تعالى: وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ [النحل:18].
ثانياً: التفكر في ملكوت السموات والأرض، وفي عظيم مخلوقاته التي تدل على عظمة خالقها، وبديع صنعه فيها.
ثالثاً: تدبر أسمائه وصفاته التي تدل على رحمته وإحسانه، وعلمه وحلمه، ولطفه بعباده، فإن تدبر هذه الصفات يورث القلب محبة وإجلالاً لله سبحانه.
رابعاً: العلم بأن ما في هذه الدنيا من محبوب من نفس أو أهل أو مال، إنما هو من إكرام المنعم العظيم سبحانه وتعالى، فمحبته أولى بأن تقدم على محبة كل محبوب.
خامساً: اليقين التام بأنه لا يكمل الإيمان إلا بتقديم محبته سبحانه وتعالى على محبة كل شيء في هذه الدنيا.
سادساً: دعاء الله تعالى أن يرزقك حبه، وأن يجعل حبك له مقدماً على حب كل شيء، وقد روي عن داود عليه السلام أنه كان يدعو بهذا الدعاء: "اللهم إني أسألك حبك، وحب من يحبك، والعمل الذي يبلغني حبك، اللهم اجعل حبك أحب إليَّ من نفسي وأهلي ومن الماء البارد". وهذا الدعاء وإن كان ورد بإسناد ضعيف أخرجه الترمذي؛ إلا أنه لا بأس بالدعاء به.
نسأل الله تعالى أن يحقق مبتغاك، وأن يصدق رغبتك.
وننبه الأخت السائلة في ختام هذا الجواب إلى أنه لا ينبغي إطلاق لفظ العشق في حق الله عز وجل، لأنه لم يرد بذلك نص من كتاب أو سنة، بل لم يرد عن أحد من السلف الصالح من هذه الأمة.
ولما قد يشتمل عليه من مدلول غير شرعي، لذا فالواجب الاقتصار على ما ورد به الشرع وهو لفظ "حب الله تعالى أو محبته".
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني