الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

على نفسها جنت ومن تاب تاب الله عليه

السؤال

ما جزاء الرجل الذي وعد امرأة بالزواج فاتخذها لقضاء شهواته فقط حتى تبينت لها سوء نيته فابتعدت عنه مكسورة الخاطر وهي تقول حسبي الله ونعم الوكيل ....فهل سيأخد الله بثأرها منه لأنه ظلمها ؟أم لا ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا يجوز للرجل أن يتخذ المرأة خدنا لقضاء شهوته بحجة أنه خطيبها أو سيتزوجها.. فالله سبحانه حرم العلاقة بين الرجل والمرأة الأجنبيين إلا بعد عقد الزواج الشرعي. والاتصال المباشر بين الفتى والفتاة من دون علم الولي والوعود الكاذبة بالزواج هو الذي يؤدي إلى هذا النوع من المشاكل والمفاسد وارتكاب المحرمات، فالإسلام لم يحرم شيئا إلا لمصلحة الإنسان العاجلة والآجلة، ولكن بعض الناس لا يعلمون هذه الحقيقة فيتعدوا حدود الله تعالى فيقعوا في المشاكل والحرج، وبالتالي الحرام. ولهذا فإن على هذا الرجل وهذه المرأة أن يبادرا بالتوبة النصوح إلى الله تعالى ويبتعدا عن بعضهما وعن ما حرم الله تعالى عليهما. فإذا تابت إلى الله تعالى فإن الله سبحانه وتعالى سيعوضها خيرا من هذا الرجل الذي لا يؤسف على مثله لما فيه من صفات المنافقين من الكذب والغدر وإخلاف الوعد.. فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: أربع من كن فيه كان منافقا خالصا ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها: إذا أوتمن خان، وإذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر. متفق عليه. ولتعلم السائلة أن الرجل ربما يترك المرأة بعد وعده لها بالزواج لأنه يعلم أنها لا تصلح له كزوجة لعدم التزامها بالدين والأخلاق .. فيخشى أن تلوث فراشه أو تسيء عشرته إذا ارتبط بالزواج منها، وفي هذه الحالة وما أشبهها فمن حقه أن يتركها ولا حرج عليه ولا إثم. وللمزيد نرجو الاطلاع على الفتويين: 56567 ، 9248.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني