الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الدراسة المشتملة على طبخ اللحوم غير المذكاة والأكل منها

السؤال

بسم الله الرحمان الرحيم أنا تلميذ من دولة المغرب عمري 21 سنة أقطن بالديار البلجيكية ،أدرس مهنة الطبخ restauration la وكما تعرفون فاللحم ليس حلالا، فأنا أطلب منكم إخوتي أن توضحوا لي لأنني مهدد بتغيير الشعبة إذا لم آكل اللحم الذي لم يذبح بالطريقة الإسلامية، فهل يجوز لي الأكل من هذا اللحم; وهل تدخل هذه المسألة في الضرورات التي تبيح المحظورات، أم لا يجوز لي الأكل وأنا مضطرر لتغيير الشعبة، أنتظر منكم الأجابة بفارغ الصبر ؟ وجزاكم الله خيرا وشكرا لكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فما كان من اللحوم كلحم الخنزير أو ما ذكي بطريقة غير شرعية كالتي تقتل عن طريق الصعق الكهربائي ونحو ذلك، فلا يجوز أكل شيء منها، لأنها محرمة بنص الكتاب، كما قال الله تعالى: حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ {المائدة: 3}.

كما أنه لا يجوز التواجد في أماكن طهيها أو طبخها أو غير ذلك مما يتعلق بها، لما في ذلك من إقرار المنكر والرضا به.

وعليه، فالواجب على السائل أن يبتعد عن الدراسة في هذا المجال، لأنه سيقر المنكر ويرضى به، وسيلابس النجاسة في الغالب، وذلك بلمس لحم الخنزير أو الميتة.

كما أنه يخشى عليه من الوقوع في الفتنة، فإن القلب إذا أقر المنكر ورضي به أوشك أن يقع فيه.

ثم إن الضرورات التي تباح لها المحظورات، قد حدها أهل العلم بما يغلب على الظن وقوع المرء بسببه في الهلكة، أو أن تلحقه بسببه مشقة لا تحتمل، أو لا يتمكن المرء معها من تحقيق الحد الأدنى من حياة الفقراء.

وبهذا يتبين لك أنك بعيد من أن تكون مضطرا إلى التخصص المذكور.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني