الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الشعور بالتقصير في حق الوالدين بعد موتهما

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم.أرجو أن يتسع صدركم لعرض سؤالي .أنا زوجة منذ 10 سنوات سافرت مع زوجي لأنه يعمل خارج بلدنا وتركت أمي وأبي طبعا بموافقة منهم لكنهم كانوا دائما ما يطلبون منا العودة وأنه لا داعي للسفر والبعد عنهم وكان معهم أخي لم يتزوج وعند زواجه كان معهم في نفس البناية لكن في شقة مستقلة وكنت دائمة التواجد معهم كل عام في فتره الإجازات وبعد خمس سنوات توفيت أمي وأنا في الغربة وكنت وقتها لجوار أبي فترة 3 شهور وتركته بعدها في رعاية أخي وزوجته وسافرت مع زوجي وكان أبي وقتها يعمل وبعدها ب3 شهور أخرى لحق بأمي يرحمهما الله. وسؤالي الآن أني كثيرا ما أشعر بتقصيري في حقهما وأنه كان ينبغي علي أن أتواجد معهما في بلدي مع أن زواجي وسفري كان بموافقتهما التامة ولكن الإحساس بالبعد كان كثيرا ما يحزنهما وأنا كذلك، هل أنا فعلا مقصرة أم أنه كان واجبا علي التواجد مع زوجي؟مع العلم أن زوجي وقتها كان يحتاج بالفعل للعمل بالخارج لتحسين ظروف حياتنا ولاحتياجنا للمال للعلاج والإنجاب. هل هذا مجرد إحساس لدي أم أنه كان علي أن افعل شيئا آخر، من فضلكم أجيبوني ليستريح صدري فبعد مرور سنوات طويلة على وفاتهما إلا أني دائما أشعر بالتقصير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن ما تشعرين به من تقصير تجاه والديك رحمهما الله هو شعور أهل البر من الناس بآبائهم، فإن البار يظل يشعر بأنه مقصر في حق والديه مهما فعل لهما، ولا شك أن التقصير حاصل من كل أحد تجاه والديه، فمهما فعل الابن لوالديه يظل مقصرا في حقهما، لعظم هذا الحق، وفي صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يجزي ولد والداً إلا أن يجده مملوكا فيشتريه فيعتقه.

لكن ليس معنى حصول التقصير حصول الإثم، فقد يكون الابن معذورا شرعا في بعض التقصير كمثل حالتك، فإنك كنت معذورة شرعا في بعدك عن والديك، وسفرك مع زوجك، ولو كان فيه تقصير في حق الوالدين، لأن حق الزوج مقدم، ثم إنه كان برضاهما، فلا يكون عليك في ذلك إثم.

ونبشرك أن الإسلام قد أبقى باب بر الوالدين مفتوحا حتى بعد موتهما، ليتدارك المقصر ويتزود المتزود وذلك بالدعاء والاستغفار لهما والصدقة عنهما، وإكرام صديقهما وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما، وانظري الفتوى رقم: 10602.

والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني