الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الاغتسال مع وجود الصفرة لا يجزئ

السؤال

أنا فتاة يأتيني الحيض عادة لمدة 8 أيام، وأحيانا يكون 7 أيام، وفي اليوم الثامن لا ينزل علي طوال النهار إلا إفرازات خفيفة بنية فاتحة جدا أو صفراء فاتحة جدا، وأنتظر إلى المساء، ثم أضع قطنة لأتأكد، فإذا خرجت بها إفرازات بيضاء تميل إلى الصفرة، ولكنها صفرة فاتحة جدا جدا، وأحيانا تكون القطنة بها رطوبة بيضاء أو شفافة وأحيانا تكون القطنة جافة... فهل فعلي صحيح؟ وهو اغتسالي عند نزول الإفرازات البيضاء المائلة إلى الصفرة الخفيفة جدا.. فأنا أعتقد أن هذه الإفرازات علامة على الطهر.
ولكن في هذا الشهر، وفي اليوم الثامن من حيضي، وكان يوم الأحد انتظرت إلى الليل واستمر نزول هذه الإفرازات البيضاء المائلة للصفرة الخفيفة جدا، فلم أعتبرها من الدورة واغتسلت وصليت، ولكن سمعت صديقتي تقول: إن هذه الإفرازات من الدورة فشككت في طهري.
سؤالي: هل هذه الإفرازات طهر لأن الصفرة فيها خفيفة جدا؟ أم يجب علي أن أنتظر حتى تنزل بيضاء صافية أو الجفاف؟ وإذا كانت من الحيض هل أغتسل مرة أخرى وأعيد الصلوات التي صليتها منذ اغتسالي من الدورة وهي إلى اليوم 5 أيام، فأنا في حيرة وأشك أن صلاتي لن تقبل. أفيدوني ففي كل مرة في الدورة أشك في غسلي ويؤنبني ضميري إذا أطلت الفترة لأنتظر الطهر.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد بينا مذاهب العلماء في الصفرة والكدرة ورجحنا أنها حيض في مدة العادة وذلك في الفتوى رقم: 117502، وكذا إذا اتصلت الصفرة والكدرة بالدم فإنها تعد حيضا وذلك لخبر عائشة رضي الله عنها أن النساء كن يبعثن إليها بالدرجة فيها الكرسف فيه الصفرة فتقول: انتظرن لا تعجلن حتى ترين القصة البيضاء، قال ابن قدامة رحمه الله: فصل : وحكم الصفرة والكدرة حكم الدم العبيط في أنها في أيام الحيض حيض وتجلس منها المبتدأة كما تجلس من غيرها وإن رأتها بعد العادة متصلة بها فهو كما لو رأت غيرها على ما بينا، وإن طهرت ثم رأت كدرة أو صفرة لم تلتفت إليها لخبر أم عطية وعائشة. انتهى

وسواء كانت هذه الصفرة قليلة أو كثيرة ما دامت متصلة بالدم فإنها تأخذ حكم الدم، لكن العلماء مختلفون في حكم الدم إذا جاوز العادة هل يثبت أنه حيض ولو لم تتكرر هذه الزيادة أم لا بد من التكرر والذي رجحه كثير من المحققين أنه لا يشترط التكرر.

وعليه، فإن اغتسالك مع وجود هذه الصفرة لم يقع مجزئا لأنه وقع مع وجود الحيض، وكان الواجب عليك أن تغتسلي بعد انقطاع الدم وما اتصل به من صفرة أو كدرة، وذلك بأن تري إحدى علامتي الطهر، الجفوف أو القصة البيضاء.

وانظري لبيان ما تعرف به المرأة طهرها من الحيض الفتوى رقم: 118817، ورقم: 111957.

والواجب عليك الآن هو أن تغتسلي، وعليك أيضا أن تقضي صلوات تلك الأيام الماضية التي صليتها بعد انقطاع الحيض وقبل اغتسالك منه، وفي وجوب قضاء هذه الصلوات خلاف أوضحناه في الفتوى رقم: 109981، والأحوط هو القضاء كما هو مذهب الجمهور.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني