الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وجوب الوفاء بشروط ومواصفات البناء

السؤال

أبي مهندس وهو رجل طيب ويخبرنا عن جميع أعماله من خروجه من البيت إلى رجوعه للبيت ولكنه يخبرنا بأن بعض المقاولين يعطونه فلوسا دون أن يطلب منهم مقابل أن يساعدهم في بعض التعديلات في البناء أو تخفيف سماكة الأسياخ مثلا من 8 إلى7 تقريبا وطبعا أنا لا أعرف بالضبط بحيث إنه لا يضر بالبناء وعندما نسأله هذا سيضر بالبناء فيجيب لا لأني أعرف هذه الأشياء وأحيانا يعمل هذه المساعدات حتى عند مقاولين آخرين من غير الذين يعطونه الفلوس، وأنا أريد أن أعرف هل هذه الفلوس حلال أم حرام، لأني أخاف على والدي من الإثم؟ وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فمن المقاصد الشرعية أن الوسائل لها أحكام المقاصد، فكما يحرم فعل المحرم فكذلك لا تجوز الإعانة عليه؛ لعموم قوله تعالى: وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ {المائدة:2}، وعليه، فإذا كان هؤلاء المقاولون يتوصلون بمساعدة والدك إلى مخالفة شروط ومواصفات البناء التي تعاقدوا عليها فلا يجوز له ذلك، والمال الذي يأخذه على ذلك حرام؛ لأن الوفاء بهذه الشروط والمواصفات واجب ولو لم يؤثر ذلك على البناء، لعموم قوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَوْفُواْ بِالْعُقُودِ {المائدة:1}، فكيف إذا كان مؤثراً على البناء وسبباً لتعريض حياة ساكنيه للخطر.

وهذا كله إذا لم يكن والدك مسؤولاً عن الإشراف على هؤلاء المقاولين؛ وإلا انضم إلى ما ذكرناه سابقاً خيانة الأمانة وتعاطي الرشوة، وفي ذلك من الوعيد ما تقشعر من هوله الأبدان.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني