الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم تدريس المدرس مجموعة فتيات أو فتاة واحدة

السؤال

ما هو حكم إعطاء المدرس درسا لمجموعة فتيات وماذا لو كان درسا خاصا بمعنى المدرس يعطي الدرس لفتاة وحدها علما بأن عمر الفتاة مثلا في المرحلة الإعدادية أو الثانوية مع مراعاة الآتي: الدرس يكون فى بيت البنت بحضور أهلها الجالسين بالقرب من ابنتهم والمدرس أثناء الدرس بحيث يراقبون ويسمعون كل كلامهم، كلام المدرس والبنت في حدود الدرس فقط والبنت تخبر والدتها وأهلها بأي شيء أو تصرف حدث في الدرس البنت تلتزم بالحجاب ولكن تكشف عن الوجه (من الممكن لصغر سنها)، أعلم أن الأفضل أن تعطي البنت الدرس مدرسة مثلها إذا تيسر ذلك وأيضا فمعظم المدرسات من الصعب أن تاتي إلى بيت أحد وهذا من حقها ومن حق أهلها منعها من الذهاب للبيوت، فهل ما ذكرته أفضل أم تذهب البنت لتأخذ دروسا فى مجموعة خارج المنزل مع وجود الاختلاط وفي الغالب سيكون المدرس رجلا، وأيضا خروج البنت من بيتها كثيراً لحضور الدروس وركوبها المواصلات ونحو ذلك مما تتعرض له الفتاة خارج المنزل، فنرجو توجيهات حضراتكم والحكم الشرعي في هذه المسألة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالأصل أن يقوم النساء بالتدريس للفتيات، أما إذا لم يتيسر ذلك فيجوز أن يقوم الرجل بذلك مع مراعاة الضوابط الشرعية.

أما عن سؤالك فيجوز للرجل أن يدرس لمجموعة من الفتيات، إذا أمنت الفتنة وروعيت الضوابط الشرعية، كما هو مبين في الفتوى رقم: 56317.

كما أن تدريس الرجل لفتاة واحدة مع وجود محرم يعتبر جائزاً بالضوابط المبينة في الفتوى رقم: 54191.. وهو في حالتكم أولى من ذهاب الفتاة للدرس في مجموعة مختلطة لما يشتمل عليه ذلك الاختلاط، وركوب المواصلات في الغالب من الأمور المحرمة والتعرض للفتن، لأن الاختلاط بهذه الصورة منكر عظيم يحرم حضوره إلا لمنكر على فاعليه فعلهم، لقوله تعالى: وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آَيَاتِ اللهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ {النساء:140}.

وننبه السائل إلى أن قوله إن الفتاة تكشف وجهها، لصغر سنها ليس صحيحاً، فإن من تكون في المرحلة الإعدادية أو الثانوية غالباً تكون بالغة، فلا تكون صغيرة، بل إنها في هذه السن أولى بالستر والبعد عن الفتن.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني