الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عدم طاعة داعي الوسواس هو أنجع علاج للموسوس

السؤال

أنا منذ فترة من الزمن قبل نحو عامين تعرضت لضغوط نفسية كثيرة بسبب عائلة من أقربائي علما بأن هذه العائلة كانت سببا في مشاكلي مع زوجي وأهل زوجي حيث كان يفرض علي أن أبقي أطفالهم عندي، لأن أمهم تعمل فكنت أضطر أن أنظفهم وكانوا أحيانا يبولون على ملابسهم وعلى الأرض وعندي الوسواس القهري وكان خفيفا، لكن بسبب تكرار هذه الحالات ازداد علي المرض بشدة وأصبحت أكره هذه العائلة كثيراً وأي شيء يلمسونه نجس عندي، والآن مشكلتي الحقد عليهم وعندما أرى أي بقعة أشك أنها بسببهم فيهيج عندي المرض إلى أقصى حالاته وقبل فترة سافرنا بسبب ظروف طرأت علينا فأقامت هذه العائلة لمدة شهرين في بيتنا مما أدى بهم إلى استعمال قسم من أغراضنا وخصوصا ملابس أولادي واكتشفت أن ابنهم قد استعمل روب الحمام الخاص بأولادي وأنتم تعرفون أن الأطفال وحفاظاتهم وغيرها لا تسلم من النجاسة، علما بأنهم لا يهتمون بالنظافة فأخاف أن تكون النجاسة انتقلت له منهم، وأنا الآن في فترة علاج بالأدوية وعلاج سلوكي وزوجي يمنعني من غسله كي لا يزيد الوسواس علي وأنا لا أتذكر هل غسلته أم لا؟ كما هو الحال في أي شيء حيث إن ذاكرتي تصبح سوداء عنما أريد تذكر أي شيء من الملابس مغسولة أم لا، فماذا أفعل؟ فأنا أحقد عليهم وأحس أنهم السبب في مرضي، فما رأيكم هل أغسل أم لا عناداً للوسواس فأنا الآن في حالة صراع مرير؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالوسوسة داء عضال إذا تسلط على العبد أوقعه في شر عظيم، ومن ثم فنحن ننصحك ـ أيتها الأخت ـ بالإعراض عن كل ما تجدينه من الوساوس وأن لا تلتفتي إلى شيء منها، وراجعي الفتويين رقم: 51601، ورقم: 134196.

ولا يوجد ما يسوغ حقدك على هذه العائلة، فإن شأن هؤلاء الأطفال هو شأن جميع الأطفال في هذا الباب، ولم يقصدوا أن يسببوا لك أي نوع من أنواع الأذى، فاتقي الله تعالى واتركي الحقد عليهم وتحميلهم ذنباً لم يقترفوه فإن هذا الوسواس بلاء قدره الله وقضاه فاصبري له وجاهدي نفسك في معالجته ومحاولة التخلص منه، وكل شيء لا تتيقنين أنه أصابته نجاسة يقيناً جازماً تستطيعين أن تحلفي عليه فلا تغسليه ولا تطيعي داعي الوسواس في غسله، فإن ذلك هو العلاج النافع في دفع الوسوسة، فإذا حصل لك اليقين الجازم بتنجس شيء معين فاغسلي الموضع الذي أصابته النجاسة فقط بصب الماء عليه، وإذا شككت في نجاسة شيء معين فاعلمي أن الأصل هو الطهارة، فاستصحبي هذا الأصل واعملي به حتى يحصل لك اليقين بخلافه، واعلمي أن يقين الطهارة لا يزول بمجرد الشك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني