الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

إخواني في الله ما هي درجة صحة الحديثين التاليين: (أخبرنا): أبو الحسن عبد الوهاب بن الحسن الكلابي بدمشق قال: حدثني أبو سليمان بن محمد الخزاعي عن محمد بن المصفى الحمصي عن يحيى بن سعيد القطان عن سعيد بن مسلم عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من رآني في المنام فلن يدخل النار" (وحدثنا): أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد الأصفهاني بمكة حرسها الله تعالى في المسجد الحرام قال: حدثنا أبو الحسن محمد بن سهل عن محمد بن المصفى عن بكر بن سعيد عن سعيد قيس عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لن يدخل النار من رآني في المنام"
وجزاكم الله عنا خير الجزاء.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن هذا الحديث أخرجه الديلمي في مسند الفردوس بلفظ: من رآني في المنام فلن يدخل النار. وقال فيه صاحب كنز العمال رواه الديلمي ـ عن يحي بن سعيد العطار عن سعيد بن ميسرة ـ وهما واهيان ـ عن أنس وذكره صاحب الكنز أيضا بلفظ: من رآني في المنام فإنه لا يدخل النار. وقال فيه أيضا رواه ابن عساكر من طريق يحيى بن سعيد العطار عن سعيد بن ميسرة ـ وهما واهيان ـ عن أنس. ونرجو أن تسعفنا بالمرجع الذي أخذت منه الحديثين، وعليك أن تتأكد من صحة نقل السند فإنه يحتمل أن يكون يحيى وسعيد المذكوران في السند هما اللذان تكلم عليهما صاحب الكنز. كما أن أبا سليمان بن محمد الخزاعي لم نجده مذكورا في كتب الرجال التي بين أيدينا، وإنما المعروف هو سليمان بن محمد الخزاعي وقد قال فيه ابن عبد البر لا يحتج به. ثم إن في السند محمد بن المصفى وهو مدلس، وقد ذكره ابن حجر في الطبقة الثالثة من المدلسين التي لا يحتج بها إلا إذا صرحت بالسماع وهو هنا عنعن. فالظاهر عدم صحة الحديثين اعتمادا على ما قال صاحب الكنز، وبناء على أن أغلب السند المذكور إما ضعفاء أو مجاهيل، وراجع في تضعيف ما أخرجه الديلمي وابن عساكر الفتوى رقم: 52378.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني