الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم منع الزوج زوجته من مقابلة زوج بنتها

السؤال

زوج أختي الكبرى منعه والدي من الدخول إلى البيت ومقابلة والدتي -التي تعتبر حماته ومحرمة عليه تحريما أبديا- حيث إن والدي شك فيه مجرد شك أنه همس لوالدتي فطعنه في عرضه ومنعه الالتقاء أو الكلام مع والدتي وبالرغم من كل أساليب الصلح التي اتخذناها ألا أنه لم يستجب للإصلاح، اشتاق زوج أختي إلى رؤية حماته وكذلك والدتي فحدث عليها ولا حرج حيث إنها عندما تتذكره تجهش بالبكاء، هل باستطاعتنا سيدي الكريم أن نرتب لهم لقاء خفية عن والدي أو هل نستطيع أن نصلهما ببعض عن طريق الهاتف خفية على والدنا، أجبنا جزاك الله خيراً على هذا الابتلاء الذي نعيشه؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فكما ذكرت السائلة فإن الأم محرمة على زوج ابنتها، كما قال الله تعالى في الآية التي فيها ذكر المحرمات: وَأُمَّهَاتُ نِسَآئِكُمْ {النساء:23}، وهذا التحريم على التأبيد، فهي إذاً من المحارم بالنسبة له، فله النظر إليها ومصافحتها إلى غير ذلك مما يجوز مع المحارم، فلا ينبغي منعه من مقابلتها لغير مسوغ لذلك، فإذا كان منع الأب زوجته من مقابلة زوج ابنتها لمجرد شك وسوء ظن فهذا لا ينبغي لأن الأصل في المسلم السلامة فلا يؤاخذ بالظن.

وأما إذا كان هناك ريبة ثبت وجودها عند الأب عن يقين لا عن شك فله منع زوجته من الشخص المذكور وإن كان من المحارم من باب سد الذريعة، وعلى كل حال فيجب على المرأة طاعة زوجها وعدم مقابلة هذا الرجل إلا بإذنه، ولا يجوز لها مقابلته ولا تكليمه سراً من وراء زوجها مهما كانت النية سليمة، ولا يجوز لكم مساعدتها على ذلك أو نصحها به، لأن فيه مخالفة ونشوزاً على الزوج ولأن عملاً كهذا سيؤدي إلى تعاظم الشك في قلبه وتصديق ظنونه.

فالرأي السليم هو امتثال أمر الأب، ومحاولة إقناعه بالتراجع عن هذا القرار، وتحلي كل من الأم وزوج البنت بالصبر والبعد عن كل ما يثير شك الأب فيهما، وهذان الأمران كفيلان إن شاء الله بإذهاب ما في قلب الأب من الشك، وسيرجع عن قراره وتعود المياه إلى مجاريها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني