الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حوار يتنافى مع تكريم الله للإنسان

السؤال

وصلني عبر البريد الالكتروني رسالة بعنوان(حقيقة الحياة)
حقيقة الحياة
خلق الله الحمار وقال له: كن حماراً، تشتغل دون تعب من الشروق إلى الغروب، تحمل على ظهرك وتأكل الأعشاب، وتكون معدوم الذكاء، وتعيش 50 عاماً، وتكون حماراً.
أجاب الحمار: أكون حماراً. ولكن يا رب أعيش 50 عاماً ؟ً هذا كثير! يكفيني 20 عاماً... قال الرب: ليكن.
خلق الله الكلب وقال له: كن كلباً، تحرس البيت وتكون مخلصاً للرجل، وتأكل الزائد من المائدة، وتعيش 25 عاماً، وتكون كلباً.
أجاب الكلب: يا رب 25 عاماً ؟ هذا كثير علي! يكفيني 10 سنوات... قال الرب: ليكن.
خلق الله القرد وقال له: كن قرداً، تقفز من جذع لآخر وتسلّي الأولاد، وتعيش 20 عاما،ً وتظل قرداً.
أجاب القرد: 20 عاماً ؟ هذا كثير يا رب! 10 سنوات تكفي... قال الرب: ليكن.
وأخيراً، خلق الله الرجل وقال له: كن رجلاً عاقلاً فهيماً وذكياً، تسيطر على الدنيا والحيوانات جميعها، وتعيش 20 عاماً.
أجاب الرجل: يا رب، أكون رجلاً حسب إرادتك. ولكن أعيش 20 عاماً ؟ هذا قليل جداً! أعطني ال30 عاماً التي رفضها الحمار، وال عاماً 15 التي رفضها الكلب، وال10 عاماً التي رفضها القرد...
هكذا فعل الرب...
ومنذ ذلك اليوم: يعيش الرجل 20 عاماً كرجل... ثم يتزوج ويعطي 30 عاماً كحمار، يشتغل ويحمل كل الحمل على ظهره... وعندما يتزوج الأولاد ويخرجون من بيته ويشتغلون، يعيش كالكلب، يحرس البيت ويأكل من الزائد ومما يعطوه حتى الشيخوخة... ثم يتقاعد، ويعيش 10 سنوات مثل القرد، يتنقل من بيت إلى بيت آخر عند أولاده... يعمل كالمهرج حتى يسلي أحفاده...!!!
أرجو البيان و جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فهذا الحوار لم يرد في كتاب الله تعالى ولا سنة رسوله صلى الله عليه وسلم لا تصريحا ولا تلويحا، ولا شك أن ما يقوله الله عز وجل لمخلوقاته عند خلقهم من أخبار الغيب، وأخبار الغيب لا تؤخذ إلا من القرآن والسنة الصحيحة. ولعله من تأملات البعض في مراحل حياة الإنسان وصاغها في صورة حوار بين الله تعالى ومخلوقاته إلا أن ما ورد فيه قد يصح في وصف الإنسان الذي يعيش من غير دين، ويعمل لغير ما خلق له، لكنه لا يصح بحال من الأحوال في وصف المسلم الذي يعلم أنه مخلوق لغاية سامية هي عبادة الله، وأن سعيه في هذه الدنيا جزء من هذه العبادة.

وهذا الحوار مخالف أيضا لما قررته الشريعة من تكريم الله تعالى لبني البشر فقد قال تعالى: وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آَدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا {الإسراء: 70} وهذا التكريم يشمل جميع مراحل عمر الإنسان وهذا الحوار شبه الإنسان بالحمار معدوم الذكاء في مرحلة ما بين 20 إلى 50 عاما من عمره، وهذا غير صحيح، فإن هذه المرحلة هي التي يكتمل فيها عقله ولهذا يبعث فيها الأنبياء.

وللمزيد من الفائدة حول الحكمة من خلق الإنسان، راجع الفتوى رقم:12222، والفتوى رقم: 9345.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني