الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الدعاء عن طريق الرسائل القصيرة في القنوات الفضائية

السؤال

نرى في هذه الأيام على شاشات المحطات الفضائية الإسلامية ما انتشر من شريط الرسائل المتحركة الذي يظهر في أسفل الشاشة ويعرض الرسائل التي يرسلها المشاهدون، والمشكلة أن معظم الرسائل التي تظهر في هذا الشريط تكون أدعية يرفعها المشاهدون إلى الله جل وعلا، ويذيلونها بتوقيعهم مثل : اللهم ارزقني الزوجة الصالحة. فلان الفلاني أو: اللهم اهد ولدي فلان. أم فلان أو: اللهم فرج كربي وانصرني على من ظلمني. فلانة الفلانية... إلى آخره. وقد كثرت هذه الأشرطة والدعوات التي تظهر فيها حتى كأن الناس أصبحوا يظنون أن الدعاء لن يستجاب إلا إذا أرسل في رسالة قصيرة إلى محطة من هذه المحطات، كما أظن في اعتقادي المتواضع أن هذا الأسلوب من الدعاء لا يخلو من الرياء حيث يعرض المشاهد أنه يدعو الله ويتوكل عليه ويتوجها بتوقيعه! أو قد يحتوي هذا الأسلوب على شيء من الجزع وعدم الصبر والذي يتمثل في عرض المشاهد مصيبته كدعاء مثل: اللهم عوضني خيراً من زوجي الذي ظلمني. المطلقة.. وغيره. كما أصبحت هذه الأدعية وسيلة للتواصل بين الرجال والنساء من المشاهدين، كأن يدعو رجل لنساء من المشاهدين بأسمائهن اللاتي يستعملنها. مثلا: اللهم اهد أختي الصابرة ومطلقة الخبر وأم يونس وارزقهن وأسعدهن. المتوكل على الله. فما رأي فضيلتكم في هذه البدعة وما هي الكلمة التي توجهونها للقائمين على المحطات الإسلامية والمشاهدين الذين يستخدمون هذه الوسيلة الطيبة بهذا الشكل المرفوض؟ وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإنه لا شك أن الأفضل للداعي أن يكتم مصيبته ويجأر إلى الله تعالى أن يفرج عنه ويقضي حاجته، ولكنه لا يمكن الحكم على من أعلن دعاءه أنه مراء أو مبتدع في عمله، لأن مظهر الدعاء قد تكون نيته أن يطلع بعض الناس على حاجته فيؤمنون على دعائه أو يدعون له بظهر الغيب، فينفعه الله بدعائهم، ثم إن هذا ليس فيه إحداث في العبادات، فلا يسوغ الحكم عليه بالبدعة.

هذا، وننصح القائمين على المحطات الإسلامية أن يشحنوا وقتها بنشر ما يفيد، وأن يكون كل ما فيها من الترويح والفقرات هادفاً، وأن يربطوا الناس بربهم، ويبرمجوا لهم برامج تساعد على رفع مستوياتهم المعرفية والأخلاقية والتعبدية والإيمانية. وراجع في ضابط البدعة الفتاوى ذات الأرقام التالية: 67801، 631، 2741.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني