الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف تتعامل البنت مع والدها الذي يسيئ معاملتها

السؤال

كان والدي كثيرا ما يضربني، رغم أنه لا يفعل ذلك لأي من إخوتي، وكان دائما يحمل السوط في يده ليخيفني ... وعندما كبرت قليلا كان يأخذ هاتفي النقال كل ما رآه، وكان يبقيه معه أياما وأشهرا.. وقد رآني مرة أمامه فجأة فشدني من ملابسي بقوة وهو يصرخ في وجهي قائلا: هل ستفعلين ذلك مرة أخرى...؟ وكان أحيانا يمنعني من الذهاب إلى المدرسة عقابا لي، وعندما قت له إن التعلم من حقي، وأن الله أعطاني هذا الحق قال لي ليس لديك حقوق، وسأريك ما معنى كلمة حقوق هذه، وعندما كبر أخي قليلا وهو يصغرني بخمس سنوات بدأ يضربني بقسوة ويعاملني كالكلب عنده، وكان والدي يرى ذلك ولا يقول له شيئا، وفي إحدى السنوات سافرنا أنا وإخوتي دون والدتي، ولأن والدي كان لديه عمل لم يستطع السفر معنا، فقال لأخي عندما تصل إلى هناك سأوصي أحد أصدقائي بأن يحضر لك ذلك السوط الذي تضرب به الحمير، وعليك أن تضرب به أختك إذا خرجت إلى أي مكان من دونك، ومنذ ذلك الوقت وأنا أعامل أبشع معاملة من قبل أخي هذا... ورغم كل هذا الظلم إلا أنني لا أستطيع أن أدعو عليهم بسوء، لا لأنني أخاف منهم، ولكن لأنني أرى أن من السوء أن أقوم بالدعاء على والدي وإخوتي بالسوء.
وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن من الصعب تصور حصول ما ذكرت واقعا، لما عرف ضرورة من شفقة الوالد الجبلية وحرصه وتفانيه في سعادة الولد، ولو كان على حساب سعادته هو، لذلك نخشى أن يكون هذا توهما منك ووساوس، فاحذري من ذلك، لكن نقول تنزلا: إن كان الحال كما ذكرت، فإنّ والدك ظالم لك، لكن ذلك لا يسقط حقه عليك في البر، فحق الوالدين عظيم ولو أساءا، فإن الله قد أمر بالمصاحبة بالمعروف للوالدين المشركين الذين يأمران ولدهما بالشرك، وانظري الفتوى رقم: 114460.

وعليه، فلا يجوز لك الدعاء على والديك، قال الشيخ ابن باز ـ رحمه الله ـ حين سئل عن الدعاء على الأب الظالم: لا يجوز لك الدعاء عليه، ولكن تقولين: اللهم اهده، اللهم اكفنا شره، حسبنا الله ونعم الوكيل، لا بأس، أما الدعاء عليه لا...

وانظري الفتوى رقم: 59562.

ولا يجوز لك هجر والديك، لكن يجوز لك التقليل من مجالستهما تجنباً للشقاق معهما، وننصحك أن توسطي بعض الصالحين من الأقارب أو غيرهم من الصالحين ليكلموا والديك وينصحوهما بإحسان معاملتك ومنع أولادهما من الإساءة إليك أو إيذائك، ولمزيد الفائدة ننصحك بالتواصل مع قسم الاستشارات بموقعنا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني