الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

معنى عقيدة وحدة الوجود وبيان كونها باطلة وكفرية

السؤال

ما المراد بعقيدة وحدة الوجود؟
بعض الناس يري أنها من فساد الاعتقاد، وبعضهم يرى صحتها.
أريد أن أطلع على حقيقتها. أفيدوني أفادكم الله.
ولكم جزيل الثناء، والشكر.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن عقيدة وحدة الوجود، واحدة من العقائد الباطلة، بل والكفرية، التي انتهجها بعض غلاة المتصوفة كمحي الدين ابن عربي صاحب كتاب فصوص الحكم، والفتوحات المكية وغيرها.

وملخص هذه العقيدة ذكره الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق، في كتابه: الفكر الصوفي على ضوء الكتاب والسنة، حيث قال: مصطلح وحدة الوجود، يعني في العقيدة الصوفية أنه ليس هناك موجود إلا الله، فليس غيره في الكون، وما هذه الظواهر التي نراها إلا مظاهر لحقيقة واحدة، هي الحقيقة الإلهية (تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً)، هذه الحقيقة التي تنوعت وجوداتها، ومظاهرها في هذا الكون المشاهد، وليس هذا الكون -في هذه العقيدة الباطلة- إلا الله في زعمهم، تعالى الله عن ذلك. اهـ.

وكان قد أورد قبل ذلك كلام ابن عربي، والذي يدل على انتحاله هذه العقيدة في قوله:

العبد رب، والرب عبد يا ليت شعري من المكلف؟!

إن قلت عبد فذاك ربُّ وإن قلت رب أنى يكلف؟!
وقد دلت الأدلة على بطلان هذه العقيدة، وبيان المباينة بين الرب والمربوب، والخالق والمخلوق، وهذا ما تقره الفطرة، ويرتضيه كل عقل سليم، قال تعالى: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ {الفاتحة:2}.

قال القرطبي في تفسيره: قال قتادة: العالمون جمع عالم، وهو كل موجود سوى الله تعالى. اهـ.

وقال سبحانه: اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ {الزمر:62}، فدل هذا على أن كل ما سوى الله تعالى، مخلوق.

وراجع الفتوى رقم: 11542، وللفائدة، يمكن مراجعة الفتوى رقم: 53523.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني