الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية إرجاع البائنة من زوجها بينونة كبرى

السؤال

قام زوج بتطليق زوجته، ثم أرجعها قبل أن تكمل عدتها، وبعد فترة من الزمن ـ وبسبب مشاكل بينهما ـ قام بتطليقها مرة ثانية، وأثناء عدتها من الطلاق الثاني طلب لقاءها، وقال لها: يا فلانة أرجعتك، وأنت طالق، وبين أن النية من هذا القول هو إيقاع الطلقة الثالثة، لكي لا يتمكنا من العودة لبعضهما، وينوي الرجل الآن إرجاع طليقته بعد أن أتمت عدتها، فهل يجوز لهما الرجوع بعقد جديد؟ أم تعتبر قد طلقت منه ثلاث مرات؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن كان الواقع ما ذكر بالسؤال، فقد بانت هذه المرأة من زوجها بينونة كبرى، فلا تحل له من بعد حتى تنكح زوجا غيره نكاح رغبة، ويدخل بها، ثم يفارقها؛ لقوله تعالى: فَإِنْ طَلَّقَهَا فَلَا تَحِلُّ لَهُ مِنْ بَعْدُ حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجًا غَيْرَهُ فَإِنْ طَلَّقَهَا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يَتَرَاجَعَا إِنْ ظَنَّا أَنْ يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ يُبَيِّنُهَا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ {البقرة:230}.

وقوله لها في المرة الثالثة: أنت طالق، لفظ صريح يقع به الطلاق، نواه الزوج أم لم ينوه، فتبين بهذا أن لا سبيل لهذا الرجل لإرجاع زوجته، لبينونتها الكبرى منه، وهو قد كان في سعة من أن يضيق الأمر على نفسه، وفي عافية من أن يوقعها في البلاء الذي أكده بقوله لها وهي في العدة: أرجعتك وأنت طالق، لأنه لو لم يقل لها: أرجعتك لربما أفتاه بعدم وقوع الطلقة الثالثة من يرى أن طلاق الرجعية لا يقع قبل ارتجاعها، لكنه سد الباب على نفسه بما قال، ولا سبيل له لإرجاعها ما لم تنته عدتها، ثم ينكحها زوج غيره نكاح رغبة، لا نكاح تحليل، ويدخل بها، ثم يطلقها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني