الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تفسير: فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه

السؤال

ما هو تفسير آية: فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد قال السعدي في تفسير هذه الآية : فمن اضطر أي: ألجئ إلى المحرم بجوع وعدم أو إكراه. غير باغ ـ أي: غير طالب للمحرم، مع قدرته على الحلال، أو مع عدم جوعه. ولا عاد ـ أي: متجاوز الحد في تناول ما أبيح له اضطرارا، فمن اضطر وهو غير قادر على الحلال، وأكل بقدر الضرورة فلا يزيد عليها.

فلا إثم ـ أي: جناح عليه، وإذا ارتفع الجناح ـ الإثم ـ رجع الأمر إلى ما كان عليه، والإنسان بهذه الحالة مأمور بالأكل، بل منهي أن يلقي بيده إلى التهلكة وأن يقتل نفسه.

فيجب ـ إذا ـ عليه الأكل، ويأثم إن ترك الأكل حتى مات، فيكون قاتلا لنفسه.

وهذه الإباحة والتوسعة من رحمته تعالى بعباده، فلهذا ختمها بهذين الاسمين الكريمين المناسبين غاية المناسبة فقال: إن الله غفور رحيم. اهـ.

وقال ابن كثير في تفسيره: قال مجاهد: فمن اضطر غير باغ ولا عاد ـ قاطعا للسبيل، أو مفارقا للأئمة، أو خارجا في معصية الله ـ فله الرخصة، ومن خرج باغيا أو عاديا أو في معصية الله فلا رخصة له، وإن اضطر إليه، وكذا روي عن سعيد بن جبير.

وقال سعيد - في رواية عنه - ومقاتل بن حيان: غير باغ: يعني غير مستحله.

وقال السدي: غير باغ يبتغي فيه شهوته.

وقال عطاء الخراساني في قوله: غير باغ. قال: لا يشوي من الميتة ليشتهيه ولا يطبخه، ولا يأكل إلا العلقة، ويحمل معه ما يبلغه الحلال، فإذا بلغه ألقاه وهو قوله: ولا عاد ـ يقول: لا يعدو به الحلال.

وعن ابن عباس: لا يشبع منها.

وفسره السدي بالعدوان.

وعن ابن عباس: غير باغ ولا عاد ـ قال: غير باغ ـ في الميتة ـ ولا عاد ـ في أكله.

وقال قتادة: فمن اضطر غير باغ ولا عاد ـ في أكله: أن يتعدى حلالا إلى حرام، وهو يجد عنه مندوحة.

وحكى القرطبي عن مجاهد في قوله: فمن اضطر ـ أي: أكره على ذلك بغير اختياره. اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني