الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

صفات الله تعالى بلغت المنتهى في الكمال

السؤال

هناك أسئلة تجيب عنها الفطرة ولكن أرجو تدعيمها بالأدلة الشرعية - بلى ولكن ليطمئن قلبي وإليكم بعض الأسئلة التي طرأت لي وأجبت عنها لنفسي وأنا أريد تدعيم إجاباتي وزيادة الأدلة الشرعية في الإجابة، أولاً: هل صفات الله عز وجل غير محدودة ( يعني هل علم الله غير محدود ) وكذا حكمته و... إلخ وأجبت على ذلك بنعم لأن الله يقول ( إن الله لا يعجزه شئ في الأرض ولا في السماء ) ويقول ( إن الله على كل شئ قدير )والقدرة غير المحدودة تستلزم علما غير محدود وحكمة غير محدودة وهكذا، وكذلك إن الله تعالى يقول ( ليس كمثله شئ وهو السميع البصير ) ولو كانت صفاته تعالى محدودة لشابه خلقه وذلك مناف للآية الكريمة. ثانياً : هل صفات الكمال لله تعالى (يعني كمالات الله تبارك وتعالى ) لا نهائية وغير محدودة أو بعبارة أخرى لا تتناهى، وقد أجبت على ذلك بقوله تعالى ( ليس كمثله شئ وهو السميع البصير ) والبشر كمالاته منقوصة ومعدودة فلو كانت كمالات الله معدودة لشابه خلقه وذلك مناف للآية الكريمة، أنا أعلم أن صفات الله تعالى لا يعلم كنهها وحقيقتها إلا الله تبارك وتعالى لأن العبد لن يقدر قدر ربه ولكن ما نعلمه من صفات ربنا هو الآثار المترتبة على الصفة لا الصفة ذاتها. أرجو منكم إفاداتي بكثير من الأدلة في هذا الموضوع وتوجيهي التوجيه الصحيح فتح الله لنا ولكم ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن من عقيدة أهل السنة والجماعة في باب الصفات أنهم يثبتون ما أثبته الله تعالى لنفسه منها على الوجه اللائق به، من غير تشبيه له بخلقه ومن غير توهم كيفية لصفاته، ولا يتكلفون ماليس لهم به علم، لأن الكلام في الصفات فرع عن الكلام في الذات، فإن كنا لا نعرف حقيقة ذاته، فإننا بالأحرى لانعرف حقيقة صفاته، ولا نحيط بها علماً، إلا أنها بلغت الغاية في الكمال، ولا يشوبها نقص بوجه من الوجوه. ولتنتبه إلى أننا مع كوننا لا علم لنا بكيفية صفاته سبحانه وتعالى، إلا أننا نفهم معانيها على وفق ما تدل عليه لغة العرب، فإذا أثبت سبحانه لنفسه صفة السمع، فإننا نعلم معنى السمع، وأنه إدراك الأصوات، لكننا نفوض كيفية سمعه سبحانه لأننا لا علم لنا بها، وانظر الفتوى رقم:27018 . واعلم أن باب الصفات إنما يتلقى عن طريق السمع والنقل، ولا مجال للعقل فيه، لأن العقل أعجز من أن يبحث فيه، وإنما مجاله التفكر والتدبر والاعتبار، قال صلى الله عليه وسلم: تفكروا في آلاء الله، ولا تفكروا في الله. رواه الطبراني. في الأوسط وحسنه الألباني، وانظر الفتويين:11727، 53031. هذا، ونوصيك بدراسة سفر جليل في باب الأسماء والصفات، هو: العقيدة الواسطية. لشيخ الإسلام ابن تيمية، وكذا شرحه للعلامة ابن عثيمين رحمه الله تعالى ففيهما بغيتك بإذن الله تعالى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني