الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رتبة حديث: مثل لي جعفر وزيد وعبد الله بن رواحة...

السؤال

عن سعيد بن المسيب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل لي جعفر وزيد وعبد الله بن رواحة في خيمة من در على أسرة فرأيت زيدا وعبد الله وفي أعناقهما صدود ورأيت جعفرا مستقيما، فقيل لي : إنهما حين غشيهما الموت أعرضا بوجوههما، ومضى جعفر فلم يعرض انتهى.
شعرت بالفزع بعد قراءة الحديث الشريف، أولم يكف ثواب الاستشهاد ورحمة الله الواسعة في التكفير عن ذنب الإعراض لحظة الموت فيغفر الله لهما ذلك ويدخلان الجنة وأعناقهما مستقيمة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فهذا الأثر رواه عبد الرزاق في مصنفه وأبو نعيم في حلية الأولياء من رواية سعيد بن المسيب عن النبي صلى الله عليه وسلم، فهو على هذا حديث مرسل، والمرسل من قسم الحديث الضعيف، نعم من العلماء من يرى الاحتجاج بمراسيل سعيد بن المسيب خاصة لكونها محمولة على الاتصال.. ولكن في إسناد هذا الحديث علي بن جدعان وهو ضعيف الحديث، كما قال الحافظ ابن حجر.

وعلى فرض صحة الحديث فلا إشكال فيه من جهة المعنى، فإنه لا شك في فضل الشهادة وسعة رحمة الله تعالى، ولكنه سبحانه قد يحرم عباده شيئا من فضله لحكمة يعلمها، وقد يكون من حكمة ما حدث هنا أنه سبحانه أراد أن يظهر مزيد فضيلة لجعفر رضي الله عنه، وكذا بيان خطورة الإعراض يوم الزحف ولو بأدنى الإعراض، ولا شك أن هذا يدعو للخوف، ولكن لا ينبغي أن يكون هذا الخوف دافعا للوقوع في شيء في اليأس والقنوط من رحمة الله.

ولمزيد الفائدة راجع الفتوى رقم: 98907.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني