الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رتبة حديث: لم ير لفاطمة دم في حيض ولا نفاس.

السؤال

هل فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم طاهرة من دنس الحيض؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلم يَثبت شيء مما ورد في السؤال بسند صحيح، وإنما ورد فيه حديث مكذوب، ولفظه: ابنتي فاطمة حوراء آدمية لم تحض ولم تطمث، وإنما سماها فاطمة، لأن الله فطمها ومحبيها من النار. أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد بإسناد له عن ابن عباس. ثم قال: في إسناده من المجهولين غير واحد، وليس بثابت، ومن طريقه أورده ابن الجوزي في الموضوعات. وذكر قول الخطيب السابق وأقره. وقال الحافظ الذهبي في تلخيص وترتيب كتاب الموضوعات: إسناده مظلم مجاهيل. وأقرهم السيوطي في ـ اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة.

وهناك حديث آخر موضوع مثل السابق في هذا المعنى، انظره في كتاب: تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة والموضوعة.

وذكر الحافظ ابن حجر في لسان الميزان في ترجمة العباس بن بكار ـ أحد رواة الحديث السابق ـ بسنده عن أم سليم قالت: لم ير لفاطمة دم في حيض ولا نفاس. ثم قال: هذا من وضع العباس.

فالأصل أن فاطمة ـ رضي الله عنها ـ في هذا مثل غيرها من النساء من بنات آدم اللاتي كتب الله عليهن الحيض، ففي صحيحي البخاري ومسلم عن عَائِشَةَ قَالَتْ: خَرَجْنَا لَا نَرَى إِلَّا الْحَجَّ فَلَمَّا كُنَّا بِسَرِفَ حِضْتُ فَدَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا أَبْكِي قَالَ: مَالَكِ أَنُفِسْتِ؟ قُلْتُ نَعَمْ، قَالَ إِنَّ هَذَا أَمْرٌ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَى بَنَاتِ آدَمَ . إلى آخر الحديث.

ولا تستثنى فاطمة ـ رضي الله عنها ـ ولا غيرها من هذا الحديث إلا بدليل صحيح، ولا يوجد مثل هذا الدليل.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني