الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل أترك كليتي ودراستي وأنتقل لكلية أخرى؟

السؤال

أنا طالبة كلية دار العلوم، وهي كلية تابعة لإحدى جامعات مصر، مشكلتي هي أنني التحقت بهذه الكلية حتى أكون مع أختي التي تكبرني بسنتين، ولكنها تخرجت منذ السنة الأولى لي بالكلية، وبعدها أحسست بأني وحيدة وغريبة في هذه الكلية والبلد، وهي إحدى بلاد الصعيد، وقد أهملت دراستي لسنتين ومازلت بالسنة الثانية، ولكن لا يعلم والدي بأني في السنة الثانية، فهو يعتقد بأني بالسنة الثالثة، ولكن إخوتي يعلمون ذلك، وقد قررت أكثر من مرة أن أترك الكلية وأنتقل إلى كلية بنفس التخصص ولكن في بلدي، ولكني بعد صلاة الاستخارة أكثر من مرة عدلت عن قراري، والآن أنا متحيرة كثيراً، هل أنتقل إلى هذه الكلية ببلدي أم أظل بكليتي؟ ولكني أشعر بالضيق والنفور والحزن والأسى في هذه الكلية والبلد.

أرجو من حضرتكم مساعدتي في مشكلتي.

ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ زينب حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فأهلاً بك أختنا الفاضلة في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله أن يبارك فيك، وأن يحفظك من من كل مكروه، وأن يختار لك الخير حيث كان وأن يرضيك به.

أختنا الفاضلة: نحن متفهمون تماماً لما تعانينه من غربة تشعرين بها وموقف تتخوفين من اطلاع والدك عليه، وتسألين عن الشعور السيء الذي تملكك ودفعك إلى الشعور بترك البلد والكلية، ونحن نقول لك -أختنا في الله-: إن هذا الشعور هو محاولة للهروب لا محاولة للتقدم، والهروب في حد ذاته ليس حلاً، وإنما الحل من وجهة نظرنا يتلخص في عدة نقاط:

أولاً: الإيمان بأن الأمور بيد الله يقلبها كيف شاء، وما تجدينه من بلاء قد كتبه الله عليك، والله وحده يعلم عاقبة ذلك، فقد يكون ما وقعت فيه خيراً لك وأنت لا تشعرين، قال الله تعالى: {وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون}.

ثانياً: إن الصبر على البلاء عاقبته إلى خير، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك فقال: (عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله له خير إن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له وإن أصابته سراء شكر فكان خيراً له).

وعليه وبناء على ما مضى فعليك أن تطمئني ولا تدعي الشيطان يضخم الأمر أكثر من قدره ليصيبك بمثل ما تحدثت عنه من ضيق وحزن ونفور، ولا يذهبه إلا الإيمان بالقدر والصبر عليه، وهذا فائدة ما ذكرنا.

ثالثاً: قبل أن تتحدثي عن اتخاذ أي قرار أريد منك بعد الاستخارة أن تأتي بورقتين وتكتبي في كل ورقة إيجابيات القرار فقط، فإذا انتهيت أغلقي الورقة واكتبي في الأخرى السلبيات، ثم اقرئي كلا الورقتين لتصور رؤية واضحة عما ستقدمين عليه.

رابعاً: عند وصولك إلى تلك الرؤية لا تتخذي القرار إلا في ظل أسرتك، وبعد أن تطلعيهم على الورقتين، فإن ذلك أجدى أن تصلي إلي قرار صائب -بإذن الله-.

وفي الختام لا نود أن تضيقي ذرعاً بأي أمر ودعي الأمر لله، واعلمي أن العسر مع اليسر، وكل بلاء في غير دينك وإسلامك هين، فلا تهتمي وكوني في معية الله، فإن الله لا يخذل عبداً التجأ إليه.

وفقك الله ورعاك، وسدد على طريق الحق خطاك.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مصر زينب

    جزاكم الله خيرا على الاهتمام
    ودعواتى لكم بكل خير
    وفقكم الله وسدد خطاكم

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً