الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل أقدم على الزواج بمن لديها شحنات كهربائية زائدة؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب، تقدمت لفتاة، -والحمد لله- لأمانتهم فقد أخبرني أهلها أن الفتاة تعاني من نوبات السرحان، وما يحدث معها هو سرحان لمدة ثوانٍ أو دقيقة دون أن تقع أو يقع منها شيء، وهي الآن في عمر الثامنة عشرة، تابعْنا مع الطبيب، وعمل لها تخطيطًا للدماغ، وتبين وجود شحنات كهربائية زائدة، ولكن لم يشرح لنا إذا كانت هناك مضاعفات مستقبلية أو أن المرض سيزيد أو أنها ستُشفى تمامًا، وعلى ضوء ذلك نقبل على الزواج؟

سؤالي هنا: هل يمكن أن يتمّ العلاج بالأدوية أو أنه يمكن أن يتطور المرض والصرع، وتزيد حِدّة النوبات، ويكون له مضاعفات كالاكتئاب، ويؤثر ذلك على الزواج وعلى حياتي فتصبح صعبة؟! وهل أُقبِل على الزواج دون خوف كبير أم لا؟

شكراً لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

جزى الله خيراً أهل هذه الفتاة، حيث إنهم أخبروك بما تعاني منه الفتاة، وهي نوبات السرحان أو ما نسميه بالغيبة النفسية أو العصبية، وهو نوع من الصرع في غالب الظن، وتبين من تخطيط الدماغ أن الفتاة تعاني من شحنات كهربائية زائدة، ومن وجهة نظري هذا النوع من الحالات الصرعية يُمكن علاجه بصورة ممتازة جداً، أنا أعتقد أنه من الأفضل أن تقابل طبيب الأعصاب وتناقش معه هذا الموضوع، غالباً الفتاة تحتاج لعلاج لمدة ثلاثة سنوات بانتظام، بعد ذلك يتم التوقف عن العلاج، وتُشفى -إن شاء الله تعالى-.

هذه الحالات لا تمنع من الزواج، لكن هنالك تدابير خاصة في أثناء الحمل، حيث إن معظم أدوية الصرع ربما تؤثر على تكوين الأجنة، لكنّ هنالك أدوية سليمة.

أيها الفاضل الكريم، إذاً قرارك يجب أن يُبنى على الآتي: المناقشة مع الطبيب المعالج، تناولها للعلاج الدوائي أراه مهمًّا وللمدة المقررة، نسبة الشفاء عالية جداً من هذا المرض، وعلى ضوء ذلك يمكن أن تتخذ قرارك، وأنت قطعاً لك رؤياك حول الفتاة، وكذلك أهلك لهم رؤياهم من حيث طباعها ومهاراتها ومستوى جمالها ودينها قبل ذلك، هذه كلها أمور لا بد أن تُؤخذ في الاعتبار.

أما المرض في حد ذاته، فليس مانعاً من الزواج، ما دامت هي سوف تتناول الدواء بانتظام، وما دمتَ قابلًا لذلك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • رومانيا المشمرة للجنان

    جزاكم الله الفردوس الأعلى ونعيمها
    الله يشفي جميع المسلمين والمسلمات ويرزقنا الله صبر الأنبياء

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً