السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة تحتاج مساعدتكم، وتريد جواباً للأحداث والأمور التي تحدث لها، مع العلم بأنني لست خائفة؛ لأن الله وهبني قلباً لا يخاف، ولكنني أشعر بغرابة ما يحدث لي، ولكنني أتجاهل هذا الشعور، حتى لا أتعمق بالتفكير وأقع فيما يغضب الله.
بدأت الأحداث منذ خمسة أو ستة أعوام، وهي في ازدياد مستمر، هي خوارق، لقد بدأت الأحداث على شكل رؤيا، وبعدما صحوت من نومي رويتها لأمي، وكانت المفاجأة بأن أحداث الرؤيا ترجمت على أرض الواقع أمامي.
أنا من الأشخاص الذين يمشون أثناء نومهم، وسأروي لك مثالاً لما يحدث لي، فقبل أربعة أعوام أثناء الليل، وجدتني أمي وأنا أمشي ليلاً وأشير بإصبعي إلى بركة الماء الموجودة في المنزل – نأخذ منها الماء لتعبئة حاوية الماء الكبيرة في سطح المنزل بالمضخة -، مكان البركة تحت بلاط المنزل، وجدرانها من الإسمنت الثقيل، ويتم تغطيتها بغطاء حديدي صغير، وفي تلك الأثناء كنت أردد بأن السحر مدفون في هذه البركة.
حينما صحوت في صباح اليوم الثاني لم أتذكر شيئاً مما حدث، كل ما أتذكره أنني رأيت رؤيا ووصفت فيها أشياءً دقيقة فُقدت من منزلنا، ولم ينتبه أحداً لفقدها، علماً بأن منزلنا مليء بالمشاكل والهموم التي لا يعلمها إلا الله، وبعد فتح البركة والبحث اتضح لنا أنه بالفعل سحر، قمنا باستخراجه من المكان الذي أشرت إليه، وعثرنا على الأشياء المفقودة التي رأيتها في الرؤيا.
ليست الرؤيا هي المشكلة، بل ما بدأ يحدث لي من بعدها، أصبحت تحدث لي أموراً غريبة، أصبحت أرى في الواقع أشياء لا يمكنني وصفها، أرى أجساماً سوداء تمتاز بالطول، أو أشياء بيضاء تطير إن كنت بالخارج، أقنعت نفسي بأن ما أراه خيالاً ، فبدأت بتجاهلها، ولكنها ازدادت حتى أصبحت أراها في غرفتي بالعين المجردة، ولكنني كنت أتجاهلها وأكمل نومي بعد قراءة آيات من القرآن الكريم، تطور الأمر حتى أصبحت أشاهد الحركة، وأسمع ضرباً في الباب، وأرى تفتيشاً في غرفتي، وتحريكاً لأوراقي وكتبي، كنت أتجاهل هذا كله، ولكن الأمور في تطور دائم، أصبحت أشم أحياناً روائح تشبه رائحة الحريق، وأسمع من ينادي باسمي، خاصة أثناء ساعات عملي، ولكنني لا أرى أحداً، وأغرب ما حدث لي أنني أسمع أحداً يتكلم ويهمس بأذني في أمور معينة، وحينما أذهب وأتحدث عنها أراها تترجم واقعاً.
الهمس الذي أسمعه يأتي فجأة دون سابق إنذار، وتتكرر معي دائماً رؤيا الجن، ولكنني أقرأ آية الكرسي، أرى في منامي الأفاعي، وتكون الرؤيا بأنني أقوم بقطع رؤوسها بالسكين أو الفأس، وكانت آخر رؤيا بالأفاعي تتمثل على شكل أفاعي صغيرة تهجم عليّ، ولكنني كنت أقطع رؤوسها، وكنت أرى أفعى مقطوعة الرأس تسقط من السماء، علماً بأنني متدينة ومواظبة على صلاتي، أسمع الهمس أحياناً وأنا نائمة، ويكون الهمس تنبيهاً لصلاة الفجر، أسمع الهمس مردداً الآية الكريمة: {إن الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتا}، علماً بأنني طبيعية جداً، ولا أتعاطى أي شيء، ولا أتناول أية أدوية.
أخيراً رأيت رؤيا لم يفسرها لي أحداً، وهي رؤيا النبي سليمان، تفاقمت رؤياي حتى أصبحت أراها في وضح النهار، أصبحت أحلامي واقعاً، حلمي الذي سأرويه لكم هو ما دفعني للكتابة لكم، كنت في تلك الليلة متعبةً جداً من العمل ومرهقة، حلمت برجل أسود طويل، يحمل بيده كتاباً أبيضاً، وخلال الحلم استيقظت من نومي، وكنت نائمة على جنبي، فنمت على ظهري، كانت المفاجأة أنني وجدت هذا الرجل الأسود واقعاً حقيقياً أمام عيني، وجدته عند قدماي واقفاً وينظر لي، سألته: من أنت؟ فأجاب: أنه إبليس نفسه، أو الشيطان نفسه، ولكنني قلبت نفسي لأكمل نومي ولكن بالجهة الأخرى، ظل هو واقفاً ولم ينصرف، بعد استيقاظي أكملت يومي بشكل طبيعي.
ما هذا الذي يحدث لي؟ أشعر بأن تجاهلي وعدم خوفي، يؤدي إلى زيادة تلك الأحداث، وإلى تطورها، أنا مؤمنة بأنه (ولو اجتمعت الأنس والجن ليضروك..)، فأنا مداومة على قراءة القرآن في المنزل مع الرقية الشرعية.
أفيدوني، جزاكم الله خيراً.