السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
زوجي يعمل في مدينة، وأسكن أنا مع أهلي في مدينة أخرى، ومنذ زواجنا -الذي أتم عشرة أشهر- لم نجتمع أنا وزوجي دون افتراق سوى شهر ونصف الشهر، أخبره ُ دائماً أنني لا أتحمل غيابه عني، وغياب اتصالاته التي لا تتجاوز الخمس دقائق غالباً، ولكنه يُخبرني: بأنني بين أهلي، وأن غيابه لن يؤثر، لأنني أعيش بين والدي وأخوتي.
مع أنني أبكي كثيراً، وأشتاقُ كثيراً، وأتألم كثيراً، لكنهُ يبادرني بأنني كاذبة، ويخبرني أنه يشتاقُ إلى والديه، ويشتاقُ إليً، ظناً منه أنه من البر أن يخبرني باشتياقه لوالديه أولا، وعندما لا يتصل بي، ثم أعاتبه، يخبرني أنه لا يتصل لأهله.
يخبرني أن قلقي وحزني على غيابه شيء غير مبرر، ويسألني بكل ذكاء: كيف كنت تعيشين قبل الزواج؟ ويظل دائماً يضعني في مقارنات، أقل ما يقال عنها: إنها غير عادلة، وعندما أكون معه في غربته أحاول التخفيف عنه، وأخبره أنني تركت أهلي حتى أبقى إلى جواره، ويقول: إنني لا أكفي، يشعرني دائماً أنه يحب أهله أكثر مني، وأنه يستطيع الاستغناء عني دائماً، رغم حُبي الشديد له، وتمسكي به.
لا أريد أن يكون عاقاً، ولكنني أتألم مما يفعله، ومن مقارناته التي لا تنتهي، ولا أريد تجاهله حتى يعود من غربته، فيكون غريباً عني، وكأنني لا أعرفه، لا أريد تجاهله، حتى تسقط مكانته من قلبي، فيصعب علي الاقتراب منه مرةً أخرى، أحاول دائماً أن أجعله صديقي، وأصارحه وأخبره بكل ما أشعر به، وما أحتاجه، لكنه يراني شخصاً تافهاً، غير واقعي، وإنه من الواقعي أن نظهر مشاعرنا وجهاً لوجه فقط.
أنا حزينةٌ جداً، أتمنى أن ترشدوني ما الذي عليً فعله؟ وأن تخبروه عن الفرق بين حبه لأمه وحبه لزوجته، واختلاف احتياجي إليه الذي لا يغنيني عنه أحدٌ سواه كزوج، أثابكم الله.