الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل أستطيع معرفة جوانب العاطفة في زوجي قبل الزواج؟

السؤال

السلام عليكم

أشكركم جزيل الشكر على ما تقدمونه لنا من خدمات جميلة، لها أثرها الرائع في حياتنا، وأريد منكم بعض النصائح فيما يخص التوافق بين الزوجين، رغم اختلاف الطبع والشخصية، وبارك الله فيكم.

عمري 20 سنة، وأنا مخطوبة لشاب لا أعرف عنه شيئًا سوى أنه على خلق ودين -ولله الحمد والمنة-، والفارق العمري بيننا خمس سنوات تقريبًا.

أسئلتي كثيرة فيما يخص الاستقرار النفسي بعد الزواج، علمًا أنني كثيرة المطالعة في كل ما يخص جوانب الحياة الزوجية أو الأسرية وغيرها، فكيف أحقق ما لدي من رغبات مع زوجي، فإن كان بطبعه كتومًا مثلاً، هل علي تغييره، أو تقبله كما هو؟ وهل علي المبادرة حينها؟

بعض الأزواج يهملون العاطفة، ولا يروُونها عند زوجاتهم، فهل أستطيع معرفة مدى حنان الشخص قبل الزواج أم لا؟ وكيف؟ وما عليّ فعله في تلك الحالة إن كان طبعه غير ذلك من قلة مجاراة أو غيرها؟ أتساءل لماذا الرجل الشرقي عمومًا لا يعبر عن عواطفه، ولا يحتضن زوجته، وغير ذلك كثير؟ بالعموم أريد نصائح عامة لأعمل بها -وبارك الله فيكم-.

كذلك سأسكن مع أمه -حفظها الله-، فمن الآن أفكر هل أستطيع القيام بمسؤولياتي على أحسن وجه من تنظيف للبيت، واعتناء بنفسي وبشؤونه هو كذلك؟ لأنني سأكون الوحيدة في البيت، ولم أعد أحتمل كل الأشغال دون مساعدة من أحد، أسأل الله أن يعينني وجميع المسلمات، آمـين.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم عاتكة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك هذا السؤال الرائع، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يسعدك، وأن يوفقك لما يحبه ربنا ويرضاه.

وقد سعدنا بهذا السؤال المبكر عن بعض المهارات التي تحتاجها المرأة في حياتها الزوجية، والإسلام يؤسس هذه الحياة على تقوى من الله ورضوان، ويجعل دستورها المودة والرحمة، وميثاقها إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان، وقد أحسنت زوجة شريح القاضي عندما قالت له: ماذا تحب آتيه وماذا تكره فاجتنبه؟ وهذا مما ينبغي أن تراعيه الفتاة المسلمة، أن تتعرف على نمط شخصية الرجل، وكذلك الرجل ينبغي أن يسعى في التعرف إلى زوجه التي ستكمل معه مشوار الحياة.

وعليك أن تعلمي أن الحياة الزوجية تبدأ بالتعارف، والتعارف نقصد به أن تعرف الشخصية، وتعرف ما يحبه، وتعرف الأشياء التي تزعجه، وهو كذلك، ثم يأتي بعد ذلك التنازل؛ لأن الإنسان في بيته اعتاد أن يعيش حياة -كما يقال- بالطول والعرض كما يريد، الآن له شركاء في حياته الجديدة، بعد ذلك يأتي التعايش، والتعايش هو التكيف، وهو معنى جميل، معنى أن يتكيف الإنسان مع الوضع الجديد، ومع الشريك الجديد، "إنك جئت إلى شريك لم تعرفيه، وقريب لم تألفيه، قالت لها: فكوني له أرضًا يكن لك سماءً، وكوني له أمة يكن لك عبدًا"، وصايا جميلة من المرأة العربية لابنتها يوم زفافها.

ومن المهم جداً تقبل الشخص كما هو، أي إنسان إذا شعر أننا نسعى لتغييره لا يقبل، ولكن في البداية نقبله كما هو، نضخم الإيجابيات، و-نحمد الله تبارك وتعالى عليها- هذا من الأمور المهمة، كذلك الاهتمام بأمر العاطفة والمشاعر والبحث عن القواسم المشتركة، الفهم للنفسيات، كذلك أيضاً يأتي بعد ذلك التغافل، بمعنى الإنسان يكون عنده مرونة مع الشريك، ثم يأتي بعد ذلك التعاون، ثم تأتي بعد ذلك مرحلة التآلف، هذه مرحلة عالية، وعليك أن تدركي أن الانسجام مع الزوج يحتاج لبعض الوقت، وبعد ذلك تأتي مسألة التآلف الكامل -كما قلنا-، يصل لمرحلة يستشيرها وتستشيره، ومن المهم أن تعامله ويعاملها كأصدقاء، والصداقة تعرفك كيف تكوني زوجة وصديقة؛ لأن الصداقة فيها التماس للأعذار، والصبر على الصديق، وحسن الظن به، وهذه مطلوبة بدرجة عالية جداً في الحياة الزوجية.

أما بالنسبة لوالدته: فاجعليها أولاً كوالدتك، واحتملي منها وأكرميها؛ لأنها كبيرة السن، وقد تكون عندها بعض المعايير، وهي كأمهاتنا، وهي صاحبة فضل، وأشعريها من اليوم الأول أنك إضافة، وأنك بنت لها، وأنك لم تأتي لتأخذي منها ولدها، وإنما جئت لتكوني بنتًا أخرى لها في البيت، واعلمي أن الإنسان هو الذي يحدد مسافته من الآخرين، ولا تخافي من العمل في البيت، فلا أعتقد أنه سيكون هناك عمل كبير، أو كثير، ونتمنى أيضاً أن تجدي التقدير من زوجك وأهله.

وعموماً: عليك أن تجتهدي في فعل ما يرضي الله تبارك وتعالى، وتتقربي من الله بخدمة هذه الوالدة، فهي كبيرة في السن، وهي جديرة بالاحترام، أوصي ولدها بها خيراً، والإحسان إليها، والحرص على برها، فإن هذا سيعود عليك بالمنفعة والخير، سعداء جداً بفكرة السؤال، ولا مانع عندنا من أن تتواصلي مع موقعك.

ونسأل الله أن يسعدك ويوفقك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً