الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تزوجت عن طريق الصور واكتشفت أنني خُدِعت

السؤال

السلام عليكم.

زوجتي متوفاة منذ فترة 6 أشهر، ونويت الزواج من امرأة مطلقة، المعرفة حصلت عن طريق الهاتف، وتزوجنا عن طريق الصور، ولكن بعدما تمت الخطبة زوجتي غشتني وأرسلت لي صورة قديمة، كانت جميلة في هذه الصورة، وعندما تزوجتها وأتتني في الغربة، اكتشفت أنها كذبت عليّ، هي ليست جميلة مثل الصور، وأنا صرت أكرهها، ولا أطيق النظر إليها، لي 15 يوماً متزوج فقط!


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً بك أخي الكريم في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وبعد:

أخي الفاضل: قد أرسلت إليك المرأة صورتها هي، وليست صورة غيرها، وإنما نحكم بالغش إذا فعلت غير ذلك، ومن المألوف أخي أن المرأة عادة ما ترسل أجمل ما عندها رغبة في الزواج، وليس هذا بغريب على مجتمع النساء، وهذا وإن لم يكن الأحوط، إلا أنه لا يعد غشاً، ولعل رسوخ معنى الغش في ذهنك هو الذي جعلك لا تبصر ما فيها من محاسن أو لا تنظر إليها إلا من خلال تلك القناعة عندك، وهذا يجعلها في عينك على غير ما هي عليه حتى لو كانت جميلة.

الأخ الكريم: اعلم -بارك الله فيك- أن الشيطان المتربص بكل أسرة متزوجة يعمد دائماً إلى تبغيض أحدهما في الآخر، ومن تلك الوسائل إظهار بعض سلبياتها، ومن ثم تضخيم تلك السلبيات لأجل أن يحدث الطلاق -عياذاً بالله- وقد أخبرنا النبي -صلى الله عليه وسلم- عن ذلك بقوله: (إن الشيطان يفرك بين الزوج وزوجته) أي يبغض كليهما في الآخر.

وفي صحيح مسلم: (إن إبليس يضع عرشه على الماء، ثم يبعث سراياه فأدناهم منه منزلةً أعظمهم فتنةً، يجيء أحدهم فيقول: فعلت كذا وكذا، فيقول: ما صنعت شيئاً، ثم يجيء أحدهم فيقول: ما تركته حتى فرقت بينه وبين امرأته، فيدنيه منه، ويقول: نِعْمَ أنت، فيلتزمه).

ثانياً: قد رأينا بعض الأزواج يشكو مر الشكوى من شكل زوجته، وعندما طلقها أراد الرجوع إليها ورآها على غير الوجه السابق! أتدري لماذا أخي أحمد؟
لأن العين إذا ضخمت السلبيات واقتنع الإنسان بأمر رآه على الوجه الذي اقتنع به، فإذا أضفنا وسوسة الشيطان له علمنا موطن الخلل.

وقد رأيت الصورة والمرأة ليست زوجتك، والعين ترى غير المقدور عليه على غير ما هو عليه، وعليه فقد يكون انطبع في مخيلتك من الصورة ما ليس فيها، بالإضافة إلى أن الصورة غالباً تقرب ولا تطابق؛ فهي كما قيل خداعة، وهذان معاً أورثا تلك الكراهية.

ثالثاً: دعنا نقول إن الزوجة ليست على القدر المعين من الجمال الذي تريده، فهل لهذا السبب تطلق المرأة؟
هذا بالطبع غير صحيح يا أخي.

إن العاقل هو من ينظر إلى مجموع ما عند زوجته من محاسن، فقد تكون متوسطة الجمال، لكنها نظيفة في بيتها، محافظة على دينها، مستورة في حالها، مراعية أمر زوجها، خلوقة وكريمة، الشاهد أن هناك -كما هو الشأن مع كل إنسان- جوانب إيجابية وأخرى سلبية، والعاقل من يجعل الميزان من كفتين وليس كفة واحدة.

رابعاً: زوجتك المتوفاة -رحمها الله تعالى- لا شك أنه كان فيها بعض الصفات المتميزة، والتي سيستغلها الشيطان ليقارن بين ما كان وبين ما هو قائم، فاحذر المقارنة.

خامساً: نريدك -أخي الكريم- أن تحصن نفسك وبيتك بالأذكار، وأن تنظر بإيجابية إلى زوجتك، وأن تضع إيجابياتها بجوار سلبياتها، وأن تتجنب المقارنة بينها وبين من رحمها الله، هذا هو الطريق الصحيح للحكم السليم أخي الكريم.

نسأل الله أن يحفظك وأن يبصرك بالحق والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً