الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خسرت الناس بسبب كذبي..فكيف أصلح ما حدث؟

السؤال

كنت كثير الكذب وأكذب لنيل الاهتمام، وخاصة التمارض، أريد أن أتزوج، ويكون لي عائلتي ولكني دومًا أشعر أنه ليس هناك من يحبني لشخصي، ولكني مؤخرًا تعلقت بشخص، واكتشفت أني كنت على خطأ، وتبت إلى الله، ودعوت أنها لم تكتشف كذبي، ولكن للأسف أنها اكتشفت، وحذفتني من السوشيال مديا، أصدقائي يتعاملون معي بسخرية، للعلم هم لم يواجهوني، ولكنهم تغيروا في تعاملهم معي، فهل الله لن يقبل توبتي؟ وهل هناك دعاء لإصلاح ما حدث؟ أنا نادم ولا أحب أن أخسر أحدًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سائل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًاً بك -ابننا الكريم- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يهديك إلى أحسن الأخلاق والأعمال فإنه لا يهدي إلى أحسنها إلا هو، وأن يلهمك السداد والرشاد هو ولي ذلك والقادر عليه.

لا شك أن الكذب صفة ذميمة، والنبي -صلى الله عليه وسلم- كان إذا علم من إنسان كذبًا لا يعود إليه حتى يعلم أنه أحدث توبة، فتب إلى الله تبارك وتعالى، واعلم أن التوبة تمحو ما قبلها، وأن التائب من الذنب كمن لا ذنب له، والتائب حبيب الرحمن، فنسأل الله أن يتوب علينا لنتوب.

ثانيًا: عليك أن تكثر من الدعاء واللجوء إلى الله، فإن مفاتيح الخير بيد الله.

ثالثًا: ندعوك إلى الحرص على أن تصدق وتصدق وتصدق حتى تكتب عند الله صديقًا، والإنسان إذا كان عنده خصلة ذميمة فإنه ينبغي أن يبحث عن المقابل لها، والكذب علاجه ودواؤه الصدق، والإنسان إذا صدق وعاش مع الناس بالصدق، فإن الصورة السالبة عنه تتغير، والمهم هو أن يصلح الإنسان ما بينه وبين الله تبارك وتعالى؛ لأن قلوب العباد بين أصابع الرحمن يقلبها ويصرفها، وإذا أقبل الإنسان على الله بصدق أقبل الله بقلوب الناس إليه، فنسأل الله أن يحببك إلى خلقه، وأن يحبب إليك الصالحين منهم.

أما مسألة الزواج فأرجو أن تسلك السبل الصحيحة له، ولا تحاول أن تدخل إلى المواقع الافتراضية، وإنما عليك أن تبحث في الحياة الواقعية، فأرجو أن تجد المساعدة من أخواتك وعماتك وخالاتك ومعارفك والأصدقاء، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يضع في طريقك امرأة صالحة تعينك على الخير، وتعينها على طاعة الله تبارك وتعالى، وتغير الناس لا يضرك فابحث عن أصدقاء آخرين، واجتهد في تصحيح الوضع بينك وبين الله، فإن الإنسان إذا أصلح ما بينه وبين الله أصلح الله ما بينه وبين الناس.

ونسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد وأن يعينك على الخير، ونكرر الترحيب بك في الموقع، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به، وحول هذا الندم ليكون توبة إلى الله تبارك وتعالى، واعلم أن من يتاجر في الصالحات فإنه يقبل عند رب الأرض والسماوات حين ينادي جبريل إن الله يحب فلانًا فأحبوه، ثم يحبه أهل السماء ثم يلقى له القبول في الأرض، قال العظيم: (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودًا).

نسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً