الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أكره نفسي ومن حولي وأشعر بالغضب الشديد، فما تفسير ذلك؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أواجه مشكلة وهي أني في بعض الأحيان أكره نفسي بشكل غريب جدًا، وفي بعض الأحيان أكره جميع الأشخاص من حولي، سواء كانوا من المقربين أو أشخاصًا عاديين، وتغلب صفة الغضب على معظم طباعي بشكل غير طبيعي، وبسبب هذا الشعور دائمًا أشعر بوجود صخرة على صدري، وغير مرتاح، وأحيانًا لا أشعر بالامتنان مع اكتئاب دائم.

أتمنى المساعدة، وشكرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الفتاح حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -أخي الفاضل- عبر استشارات إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا بهذا السؤال من الأرض المحتلة، هناك ربما تفسيران لما تعاني منه من الكره لنفسك وللآخرين أحيانًا، وغلبة مشاعر الغضب عليك.

الاحتمال الأول: أن ما تعاني منه إنما هو ردة فعل على ما يجري من أحداث مؤلمة في فلسطين، حيث تعانون من الاحتلال، والظلم، والعدوان المستمر، كان الله معكم في هذا، فأحيانًا عندما يتعرض الإنسان للظلم؛ فإنه لا شعوريًا يوجه ردة الفعل بسبب الظلم تجاه نفسه، أو تجاه الآخرين من حوله، وإن لم يكونوا هم سبب هذا الظلم والعدوان.

الاحتمال الثاني: أنك تعاني من حالة نفسية ربما قريبة من الاكتئاب، وهذا ما يفسر هذه المشاعر من ضعف تقبل الذات، والكره للآخرين، ومشاعر الغضب.

أنا أرجح أنه الاحتمال الأول، وبالتالي عليك أن تحاول المحافظة على نفسك، لتخفف من هذا الكره وهذا الغضب، بأن تعتني بنفسك أكثر من عدة جوانب، فلا شك أن العبادة من صلاة، وتلاوة للقرآن تعين كثيرًا، ثم محاولة تمارين الاسترخاء (2136015)، وهي مشروحة بشكل جيد في هذا الموقع -إسلام ويب-، ثم ممارسة النشاط الرياضي، فالرياضة مضادة للاكتئاب، بما تفرزه من هرمونات تساعد على الاسترخاء، وتفريغ هذا الغضب.

أضف إلى ذلك المحافظة على ساعات النوم الكافية، والتغذية الصحية المتوازنة، إذا قمت بكل هذا وشعرت بالتحسن فأنعم بها، وإلا فلا ضرر من مراجعة إحدى العيادات النفسية، فليس من رأى كمن سمع، ولعل الطبيب النفسي يسألك أمورًا يفهم من خلالها أكثر عن تفاصيل حياتك النفسية ونمط حياتك.

داعيًا الله تعالى لك أن يشرح صدرك ويخفف عنكم.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً