الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الطلاق إذا كان برضا الزوج وإقراره فهو واقع

السؤال

هناك مشكلة تؤرقني وهي أنه قبل عقدي على زوجتي بسنوات تم عقدها على رجل من أقربائها وكان هذا الرجل كارها لهذا الزواج فقدم أبوها إلى بيتهم وتم دفع المهر والرجل لم يكن حاضرا، بل كان أبوه حاضرا وبالتالي تم العقد الشرعي وفي المساء جاءت امرأة إلى زوجتي وقالت لها إنها تحب ذلك الرجل الذي عقد عليها وأنها إذا لم تتزوج به فستفعل في نفسها شيئا وهذا أصاب زوجتي بالصدمة وتصادف أن أخا زوجتي كان في البيت فسأل زوجتي عن سبب قدوم هذه المرأة إليها فصارحته بما حدث وهذا جعله يذهب إلى أبيه وإخوته ويخبرهم، وبعد أيام ذهب أبوها إلى أبي الرجل وأخبره بأنه يريد فسخ العقد بسبب ما حدث فجاء أبو الرجل وجيء بنفس الإمام الذي عقد العقد وتم فسخ العقد وذلك الرجل الآن خاطب لتلك المرأة التي جاءت إلى زوجتي، وسؤالي هو: هل هذا الطلاق صحيح؟ وهل عقدي على هذه المرأة صحيح على ضوء ما ذكرت لكم؟ وهل هي حلال علي؟ فأنا أتحدث معها ونتبادل كلام الحب، وقد ذهب أخو زوجتي إلى الرجل واعترف له أنه مكره وأن كل ما أخبرتكم عرفته عن طريق زوجتي وأكدت لها أن تخبرني بالحقيقة وأخبرتها بأنني لا أريد التخلص منها، بل أريد تصحيح الأوضاع فقط وأكدت لي بأن هذا هو الذي حدث وهي تنتمي لمجتمع ريفي كما قلت لكم، فالتزويج لا يتم بحضور الزوج أبدا، بل يتم بحضور الولي مع العلم أن أخاها إمام وقالت إنه يعرف ما يفعل، ولا أخفي عليكم أنني أعاني منذ بلوغي من وساوس تؤرقني حتى إنها كانت تأتيني في العقيدة وهذا جعلني أعيش في جحيم لمدة سنتين والآن والحمد لله تأتيني في الأمور العادية ولا زالت تراودني.

الإجابــة

الحمد والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ، أما بعد :
فإن كان هذا الرجل قد عقد على تلك المرأة مكرهاً فالعقد باطل ولا أثر له، أما إذا كان قد عقد كارها ـ غير مكره ـ فالعقد صحيح، كما بيناه في الفتوى رقم: 13901.
وإذا كان العقد وقع صحيحا ثم طلق الرجل المرأة سواء طلق بنفسه، أو وكل أباه، أو غيره في تطليقها، أو حكم بالطلاق حاكم، أو رضي الزوج به وأقره، ثم عقدت أنت عليها عقدا صحيحا فهي زوجتك يحل لك منها ما يحل للرجل من زوجته، واحذر من التمادي مع الوساوس وأعرض عنها جملة وتفصيلا، فإن عواقبها وخيمة، ثم اعلم أن الأصل في عقود المسلمين الصحة فلا يحكم بفسادها من غير تحقيق لموجب الفساد، ومن أعظم ما يعينك على التخلص من الوساوس الاستعانة بالله وصدق اللجوء إليه وكثرة الدعاء، و راجع في وسائل التخلص من الوسوسة الفتاوى التالية أرقامها: 39653 103404979443086 51601، 71579.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني