الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يقع طلاق من ظن أنه طلق

السؤال

أولا أنا شاب كثير الشكوك والوساوس بعد العقد على زوجتي وفي نفس الليلة قمنا بتناول العشاء بمفردنا في غرفة مغلقة علينا في بيت أهلها وأثناء ذلك قمت بتقبيلها و احتضانها (ولم يحدث وطء) واستمرت هذه الخلوة نحو نصف الساعة وفي اليوم التالي خرجنا بمفردنا بعدها بفترة لا أذكرها انتابتني الشكوك حول صحه العقد وفي ليله انتابتني الشكوك والوساوس ولم أتمكن من النوم وغالب ظني أني تلفظت ب (انتي طالق يا فلانة وسميت زوجتي) لأسكت هذه الأفكار أو الوساوس برأسي وندمت بشدة بعدها وتعاملت مع الموضوع على أساس أنها وساوس وأني لا أريد الطلاق وتعاملت معها على أنها لا تزال زوجتي وتبادلت معها القبلات واختليت بها غير مرة ولكن دون وطء بعدها بحوالي شهر تذكرت الموضوع وحزنت بشدة وراجعت زوجتي بأن قلت منفردا بنفسي بصوت عال راجعت زوجتي فلانة إلى عصمتي فهل مراجعتي لها صحيحة وهل هي في عصمتي علما بأنه حتى الاّن لم يمر سوى 57 يوما منذ كتابة العقد ولم يحدث دخول وإنما ما حدث هو الخلوة المذكورة أرجو الرد المباشر على سؤالي وعدم تحويلي لإجابات أخرى ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه ، أما بعد :

فحيث إنك غير متيقن من تلفظك بالطلاق، فلا عبرة بذلك، ولا يقع الطلاق تمسكا بالأصل وهو عدم الطلاق، قال النووي في المجموع: وزاد بعضهم فقال : هل تثبت النجاسة بغلبة الظن فيه قولان، والراجح المختار في هذا كله طريقة العراقيين وهي القطع بطهارة هذا أو شبهه ، وذكر جماعة من متأخري أصحابنا الخراسانيين أن كل مسألة تعارض فيها أصل وظاهر أو أصلان ففيها قولان .. وهذا الإطلاق الذي ذكروه ليس على ظاهره، ولم يريدوا حقيقة الإطلاق فإن لنا مسائل يعمل فيها بالظن بلا خلاف بشهادة عدلين فإنها تفيد الظن ويعمل بها بالإجماع، ولا ينظر إلى أصل براءة الذمة، وكمسألة بول الحيوان وأشباهها، ومسائل يعمل فيها بالأصل بلا خلاف كمن ظن أنه طلق أو أحدث أو أعتق أو صلى أربعا لا ثلاثا فإنه يعمل فيها كلها بالأصل وهو البقاء على الطهارة وعدم الطلاق والعتق والركعة الرابعة وأشباهها. انتهى

وحتى على فرض وقوع الطلاق، بأن حصل لديك يقين من وقوعه، فقد رجعت إليك زوجتك بمراجعتك لها في العدة، فالزوجة وإن لم تكن دخلت بها إلا أنك قد خلوت بها الخلوة الصحيحة ولها حكم الدخول.

والذي يظهر أنك تعاني من الوساوس ، وهو مرض يصيب بعض الناس، فلتحذر منه، وتعمل على علاجه ، وانظر علاج ذلك في الفتوى رقم: 52232 ، نسأل الله لنا ولك العافية.

والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني