الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الوطء بعد حكم المحكمة بالطلاق قبل الدخول

السؤال

مشكلتي شائكة تقدمت لخطبة فتاة ثم بعد العقد الشرعي والمدني تبين لي أنها غير جميلة قد خدعتني بماكياج فأصبحت أسيئ معاملتها وطلبت منها بعد التخرج أن لا تعمل فرفضت وتعقدت الأمور إلى أن أرجع الأهل المهر دون رضاها وطلبت تكملة جميع الهدايا، قبل وليها بذلك إلا أنه بعد مدة اتجه إلى المحكمة لطلب الطلاق قبل الدخول وتمكينهم من نصف المهر وعند لقائنا بالمحكمة تحسنت العلاقة بيننا نحن الزوجين دون علم الأهل وعدنا نلتقي سراً ثم نطقت المحكمة بالطلاق قبل الدخول وبعدها كان ما كان وحدث الدخول بيننا ومازال والدها يرفض، فماذا علي أن أفعل، هل أنتظر حتى يقبل، أم هي طالق، وهل وقعنا في الزنا، ما هو الحل؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن حكم المحكمة الشرعية يرفع الخلاف، وعليه فهذه المرأة قد طلقت منك فيكون الدخول بها بعد نطق المحكمة بالطلاق عليك، زنا أو نكاح شبهة إذا كنتما تعتقدان صحته، وحكم القاضي بالطلاق يعد طلاقاً بائناً، فليس لك مراجعتها إلا بعقد جديد ومهر جديد، وقد سبق بيان ذلك في الفتوى رقم: 19267.

ومع كون حكم المحكمة يرفع الخلاف إلا أنه لا يبيح ما حرم الله تعالى، ففي صحيح مسلم من حديث أم سلمة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إنكم تختصمون إلي، ولعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض، فأقضي له على نحو ما أسمع منه، فمن قطعت له من حق أخيه شيئاً فلا يأخذه، فإنما أقطع له به قطعة من النار.

فلقاؤك سراً بالزوجة إذا حصلت به الخلوة الشرعية فقد ثبت لها المهر كاملاً، لأن الخلوة الصحيحة، في حكم الدخول عند جمهور أهل العلم، وسبق ما تحصل به الخلوة في الفتوى رقم: 41127.

وإذا رغبت في نكاحها مرة أخرى فعليك أن تقنع والدها لأن الولي شرط في صحة النكاح، وعليك أن تحسن عشرتها، ولا يجوز لك الإساءة إليها بحجة كونها غير جميلة ونحو ذلك، وعليكما التوبة مما كان بينكما بعد نطق القاضي بالطلاق، ونحن ننصح بالرجوع إلى علماء الشرع المعتبرين في بلدك فقد يظهر لهم في المسألة ما لم يظهر لنا فيتغير الحكم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني