[ ص: 360 ] 275 - باب بيان مشكل ما روي عن علي رضي الله عنه أو عن مما نحيط علما أنه لم يأخذه إلا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في المرادين بقول الله عز وجل أبي ذر هذان خصمان اختصموا في ربهم إلى وهدوا إلى صراط الحميد .
حدثنا ، قال : حدثنا يزيد بن سنان يوسف بن يعقوب السدوسي صاحب السلعة ، قال : حدثنا ، عن التيمي أبي مجلز ، عن قيس بن عباد ، قال : قال : رضي الله عنه علي هذان خصمان اختصموا في ربهم فالذين كفروا قطعت لهم ثياب من نار فينا نزلت هذه الآية في مبارزي يوم بدر } .
[ ص: 361 ] حدثنا ، قال : سمعت حسين بن نصر ، قال : حدثنا يزيد بن هارون ، عن سليمان التيمي أبي مجلز ، عن قيس بن عباد ، قال : حمزة وعلي وعبيدة بن الحارث رضي الله عنهم وعتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة والوليد بن عتبة فنزلت فيهم هذان خصمان اختصموا في ربهم } . تبارز
حدثنا ، قال : حدثنا بكار بن قتيبة ، قال : حدثنا مؤمل بن إسماعيل ، عن سفيان ، عن أبي هاشم أبي مجلز ، عن قيس بن عباد ، قال : يقسم بالله عز وجل قسما لنزلت هذه الآية في ستة من أبا ذر قريش حمزة بن عبد المطلب وعلي بن أبي طالب وعبيدة بن الحارث وعتبة بن ربيعة - وشيبة بن ربيعة - والوليد بن عتبة هذان خصمان اختصموا في ربهم فالذين كفروا قطعت لهم ثياب من نار الآية ، والآية الأخرى إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار سمعت } الآية .
[ ص: 362 ] وحدثنا صالح بن عبد الرحمن ، قال : حدثنا ، قال : حدثنا سعيد بن منصور ، قال : أخبرنا هشيم بن بشير ، عن أبو هاشم أبي مجلز ، عن قيس بن عباد ، قال : يقسم بالله إن هذه الآية أبا ذر هذان خصمان اختصموا في ربهم نزلت في الذين برزوا يوم بدر الثلاثة ، والثلاثة : حمزة بن عبد المطلب - وعلي بن أبي طالب - وعبيدة بن الحارث بن المطلب وعتبة - وشيبة بن ربيعة والوليد بن عتبة سمعت .
[ ص: 363 ] [ ص: 364 ] وحدثنا صالح ، قال : حدثنا ، قال : حدثنا سعيد ، قال : أخبرنا هشيم ، عن سليمان التيمي أبي مجلز ، عن قيس بن عباد ، مثله غير أنه لم يذكر . أبا ذر
قال : فتأملنا هاتين الآيتين المذكورتين في هذه الآثار ، فوجدنا قول الله عز وجل : أبو جعفر اختصموا في ربهم قد جاء بلفظ العدد الذي فوق الاثنين ، وكان مثل ذلك مما تقوله العرب التقى العسكران فقتل بعضهم بعضا .
ووجدنا الذين كفروا المذكورين فيهما قد سموا في هذه الآثار وهم شيبة وعتبة ابنا ربيعة والوليد بن عتبة بن ربيعة .
ووجدنا الذين آمنوا المذكورين فيهما قد سموا لنا في هذه الآثار وهم حمزة بن عبد المطلب - وعلي بن أبي طالب - وعبيدة بن الحارث بن المطلب - عليهم السلام ، وكان الذي أوعد الله الذين كفروا المذكورين فيهما كائنا منه فيهم .
ووجدنا ما وعده الذين آمنوا المذكورين فيهما كائنا لا محالة ؛ لأنه وعد من الله والله عز وجل لا يخلف الميعاد [ ص: 365 ] وذلك مما لا يخلفه نسخ ؛ لأن النسخ إنما يلحق الشرائع ، فينسخ منها ما كان حراما إلى أن يجعله حلالا ، وما كان منها حلالا إلى أن يجعله حراما ، فأما ما أخبر منها أنه فاعله ثوابا على عمل قد كان ممن عمله ، فهذا مما لا يلحقه نسخ ، فهذه أحوال هذين الفريقين في الآخرة .
ثم وجدناه عز وجل قد أتبع وعده الذين آمنوا المذكورين في هاتين الآيتين بقوله : وهدوا إلى الطيب من القول وهدوا إلى صراط الحميد ، فكان ذلك إخبارا منه عن أحوالهم التي يكونون عليها في الدنيا رضوان الله عليهم ، وهي الأحوال المحمودة التي لا ذم معها .
ووجدنا قوله عز وجل عند أهل العلم باللغة وهدوا بمعنى ثبتوا كمثل قوله عز وجل في فاتحة الكتاب اهدنا الصراط المستقيم أي : ثبتنا للصراط المستقيم ، ومن كانت أحواله في الدنيا هذه الأحوال المحمودة وأحواله في الآخرة الأحوال التي ذكرها عز وجل في هاتين الآيتين كان بذلك من أهل المنازل العليا في الدنيا وفي الآخرة وبالله التوفيق .