غزوة دومة الجندل
- ودومة: بضم الدال وفتحها، سميت بدومة ابن إسماعيل لأنه نزلها - ثم غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم دومة الجندل، قال في شهر ربيع الأول ، واستعمل على ابن هشام: المدينة سباع بن عرفطة الغفاري.
ثم رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يصل إليها، ولم يلق كيدا، فأقام بالمدينة بقية سنته.
وقال قالوا: بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ابن سعد: بدومة الجندل جمعا كثيرا يظلمون من مر بهم، وأنهم يريدون أن يدنوا من المدينة ، وهي طرف من أفواه الشام ، بينها وبين دمشق خمس ليال، وبينها وبين المدينة خمس عشرة أو ست عشرة ليلة، فندب رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس ، وخرج لخمس ليال بقين من شهر ربيع الأول، في ألف من المسلمين، فكان يسير الليل ويكمن النهار، ومعه دليل له من بني عذرة يقال له: مذكور، فلما دنا منهم إذا هم مغربون، وإذا آثار النعم والشاء، فهجم على ماشيتهم ورعاتهم، فأصاب من أصاب، وهرب من هرب في كل وجه.
وجاء الخبر أهل دومة، فتفرقوا، ونزل رسول الله صلى الله عليه وسلم بساحتهم، فلم يلق بها أحدا، فأقام بها أياما، وبث السرايا وفرقها، فرجعت ولم تصب منهم أحدا، وأخذ منهم رجل فسأله رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهم، فقال: هربوا حيث سمعوا أنك أخذت نعمهم، فعرض عليه الإسلام فأسلم، ورجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة لعشر ليال بقين من شهر ربيع الآخر، وفي هذه الغزوة وادع رسول الله صلى الله عليه وسلم عيينة بن حصن أن يرعى بتعلمين وما والاها إلى المراض، وكانت بلاده قد أجدبت. [ ص: 84 ]