عبل : العبل : الضخم من كل شيء ، وفي صفة : كان عبلا من الرجال ، أي : ضخما ، والأنثى عبلة ، وجمعها عبال ، وقد عبل بالضم عبالة فهو أعبل : غلظ وابيض ، وأصله في الذراعين وجارية عبلة والجمع عبلات ; لأنها نعت ، ورجل عبل الذراعين ، أي : ضخمهما ، وفرس عبل الشوى ، أي : غليظ القوائم ، وامرأة عبلة ، أي : تامة الخلق والجمع عبلات وعبال مثل ضخمات وضخام ، سعد بن معاذ : الأعبل والعبلاء حجارة بيض ، وأنشد في صفة ناب الذئب : الأصمعي
يبرق نابه كالأعبل
أي : كحجر أبيض من حجارة المرو ، قال : قال ابن بري الجوهري : الأعبل حجارة بيض ، وصوابه الأعبل حجر أبيض ; لأن أفعل من صفة الواحد المذكر قال أبو كبير :
لون السحاب بها كلون الأعبل
قال : ويجوز أن يريد بالأعبل الجنس ، كما قال :
والضرب في أقبال ملمومة كأنما لأمتها الأعبل
وأقبال : جمع قبل لما قابلك من جبل ونحوه ، وجمع الأعبل أعبلة على غير الواحد ، وفي الحديث : أن المسلمين وجدوا أعبلة في الخندق ، والعبلاء : الطريدة في سواء الأرض حجارتها بيض ، كأنها حجارة القداح وربما قدحوا ببعضها ، وليس بالمرو كأنها البلور ، والأعبل : حجر أخشن غليظ يكون أحمر ، ويكون أبيض ، ويكون أسود كل يكون جبل غليظ في السماء ، وجبل أعبل ، وصخرة عبلاء : بيضاء صلبة ، وقيل : العبلاء الصخرة من غير أن تخص بصفة ، فأما ثعلب فقال : لا يكون الأعبل والعبلاء إلا أبيضين ، وقول أبي كبير الهذلي :
صديان أجري الطرف في ملمومة لون السحاب بها كلون الأعبل
عنى بالأعبل المكان ذا الحجارة البيض ، والعبنبل : الضخم الشديد مشتق من ذلك قالت امرأة :
كنت أحب ناشئا عبنبلا يهوى النساء ويحب الغزلا
وغلام عابل : سمين وجمعه عبل ، وامرأة عبول : ثكول ، وجمعها عبل ، والعبل بالتحريك : الهدب وهو كل ورق مفتول غير منبسط كورق الأرطى والأثل والطرفاء ، وأشباه ذلك ومنه قول الراجز :
أودى بليلى كل نياف شول صاحب علقى ومضاض وعبل
وقيل : هو ثمر الأرطى ، وقيل : هو هدبه إذا غلظ في القيظ واحمر وصلح أن يدبغ به ، قال : أعبل الأرطى إذا غلظ هدبه في القيظ ، وقيل : العبل الورق الدقيق ، وقيل : العبل مثل الورق ، وليس بورق والعبل : الورق الساقط والطالع ضد وقد أعبل فيهما ، قال ابن السكيت الأزهري : سمعت غير واحد من العرب يقول : غضا معبل وأرطى معبل إذا طلع ورقه ، قال : وهذا هو الصحيح ومنه قول : ذي الرمة
إذا ذابت الشمس اتقى صقراتها بأفنان مربوع الصريمة معبل
وإنما يتقي الوحشي حر الشمس بأفنان الأرطاة التي طلع ورقها ، وذلك حين يكنس في حمراء القيظ ، وإنما يسقط ورقها إذا برد الزمان ولا يكنس الوحش حينئذ ، ولا يتقي حر الشمس ، وقال النضر : أعبلت الأرطاة إذا نبت ورقها ، وأعبلت إذا سقط ورقها فهي معبل ، قال الأزهري : جعل أعبلت الشجرة من الأضداد ، ولو لم يحفظه عن العرب ما قاله ; لأنه ثقة مأمون ، وحكى ابن شميل عن ابن سيده أبي حنيفة : أعبل الشجر إذا خرج ثمره ، قال : وقال لم أجد ذلك معروفا ، قال الأزهري : عبل الشجر إذا طلع ورقه ، وعبل الشجر يعبله عبلا : حت عنه ورقه ، وألقى عليه عبالته بالتشديد ، أي : ثقله ، والتخفيف فيها لغة عن اللحياني ، وفي الحديث : أن - رضي الله عنه - قال لرجل : إذا أتيت منى فانتهيت إلى موضع كذا وكذا فإن هناك سرحة لم تعبل ، ولم تجرد ، ولم تسرف ، سر تحتها سبعون نبيا فانزل تحتها ، قال ابن عمر أبو عبيد : لم تعبل لم يسقط ورقها ، والسرو والنخل لا يعبلان ، وكل شجر نبت ورقه شتاء وصيفا فهو لا يعبل ، وقوله لم تجرد ، أي : لم يأكلها الجراد ، والمعبلة : نصل طويل عريض ، والجمع معابل ، وقال عنترة :
وفي البجلي معبلة وقيع
وقال : من النصال المعبلة وهو أن يعرض النصل ويطول ، وقال الأصمعي أبو حنيفة : هي حديدة مصفحة لا عير لها ، وعبل السهم : [ ص: 20 ] جعل فيه معبلة ، ومنه حديث علي رضوان الله عليه : تكنفتكم غوائله وأصدتكم معابله ، وفي حديث عاصم بن ثابت : تزل عن صفحتي المعابل ، والعبول : المنية ، وعبلته عبول : كقولهم : غالته غول قال المرار الفقعسي :
وإن المال مقتسم وإني ببعض الأرض عابلتي عبول
ويقال للرجل إذا مات : عبلته عبول مثل اشتعبته شعوب ، قال الأزهري : وأصل العبل القطع المستأصل وأنشد : عابلتي عبول ، وما عبلك أي : ما شغلك وحبسك ، والعبال : الجبلي من الورد ، وهو يغلظ ويعظم حتى تقطع منه العصي ؛ حكاه أبو حنيفة قال : ويزعمون أن عصا موسى - عليه السلام - كانت منه ، وبنو عبيل : قبيلة قد انقرضوا ، وعبلة : اسم ، وقال الجوهري : اسم جارية ، والعبلات بالتحريك : بطن من بني أمية الصغرى من قريش نسبوا إلى أمهم عبلة إحدى نساء بني تميم حركوا ثانيه على من قال في التسمية حارث ، قال : النسب إليه عبلي بالسكون على ما يجب في الجمع الذي له واحد من لفظه قال سيبويه الجوهري : ترده إلى الواحد ; لأن أمهم اسمها عبلة ، وفي حديث الحديبية : وجاء عامر برجل من العبلات ، أبو عمرو : العبلاء معدن الصفر في بلاد قيس ، والعبلاء : موضع ، وعوبل : اسم ، ويقال : عبلته إذا رددته وأنشد :
ها إن رميي عنهم لمعبول فلا صريخ اليوم إلا المصقول
كان يرمي عدوه فلا يغني الرمي شيئا فقاتل بالسيف ، وقال هذا الرجز ، والمعبول : المردود .