علق : علق بالشيء علقا وعلقه : نشب فيه ; قال جرير :
إذا علقت مخالبه بقرن أصاب القلب أو هتك الحجابا
وفي الحديث : فعلقت الأعراب به أي : نشبوا وتعلقوا ، وقيل : طفقوا ; وقال أبو زبيد :إذا علقت قرنا خطاطيف كفه رأى الموت رأي العين أسود أحمرا
فقلت لها والنفس مني علقنة علاقية تهوى هواها المضلل
[ ص: 254 ]
علقت معالقها وصر الجندب
وهو كما يقال : جف القلم فلا تتعن ; قال : وفي المثل : ابن سيدهعلقت معالقها وصر الجندب
يضرب هذا للشيء تأخذه فلا تريد أن يفلتك . وقالوا : علقت مراسيها بذي رمرام ، وبذي الرمرام ; وذلك حين اطمأنت الإبل وقرت عيونها بالمرتع ، يضرب هذا لمن اطمأن وقرت عينه بعيشه ، وأصله أن رجلا انتهى إلى بئر فأعلق رشاءه برشائها ثم صار إلى صاحب البئر فادعى جواره ، فقال له : وما سبب ذلك ؟ قال : علقت رشائي برشائك ، فأبى صاحب البئر وأمره أن يرتحل ; فقال :علقت معالقها وصر الجندب
أي : جاء الحر ، ولا يمكنني الرحيل . ويقال للشيخ : قد علق الكبر معالقه ; جمع معلق ، وفي الحديث : فعلقت منه كل معلق أي : أحبها وشغف بها . يقال : علق بقلبه علاقة - بالفتح . وكل شيء وقع موقعه فقد علق معالقه ، والعلاقة : الهوى والحب اللازم للقلب . وقد علقها - بالكسر - علقا وعلاقة وعلق بها علوقا وتعلقها وتعلق بها وعلقها وعلق بها تعليقا : أحبها ، وهو معلق القلب بها ; قال الأعشى :علقتها عرضا وعلقت رجلا غيري وعلق أخرى غيرها الرجل
تعلقه منها دلال ومقلة تظل لأصحاب الشقاء تديرها
ولقد أردت الصبر عنك فعاقني علق بقلبي من هواك قديم
أعلاقة أم الوليد بعدما أفنان رأسك كالثغام المخلس
لقد علقت مي بقلبي علاقة بطيئا على مر الليالي انحلالها
تعلق إبريقا وأظهر جعبة ليهلك حيا ذا زهاء وجامل
وما هي إلا في إزار وعلقة مغار ابن همام على حي خثعما
ويقال : لم تبق لي عنده علقة أي : شيء . والعلاقة : ما يتبلغ به من عيش . والعلقة والعلاق : ما فيه بلغة من الطعام إلى وقت الغذاء . وقال اللحياني : ما يأكل فلان إلا علقة أي : ما يمسك نفسه من الطعام . وفي الحديث : وتجتزئ بالعلقة أي : تكتفي بالبلغة من الطعام . وفي حديث الإفك : . قال وإنما يأكلن العلقة من الطعام الأزهري : والعلقة من الطعام والمركب ما يتبلغ به وإن لم يكن تاما ، ومنه قولهم : ارض من المركب بالتعليق ; يضرب مثلا للرجل يؤمر بأن يقنع ببعض حاجته دون تمامها كالراكب عليقة من الإبل ساعة بعد ساعة ; ويقال : هذا الكلام لنا فيه علقة أي : بلغة ، وعندهم علقة من متاعهم أي : بقية . وعلق علاقا وعلوقا : أكل ، وأكثر ما يستعمل في الجحد ، يقال : ما ذقت علاقا ولا علوقا . وما في الأرض علاق ولا لماق أي : ما فيها ما يتبلغ به من عيش ، ويقال : ما فيها مرتع ; قال الأعشى :
وفلاة كأنها ظهر ترس ليس إلا الرجيع فيها علاق
أو فوق طاوية الحشى رملية إن تدن من فنن الألاءة تعلق
هو الواهب المائة المصطفا ة لاط العلوق بهن احمرارا
بأجود منه بأدم الركا ب لاط العلوق بهن احمرارا
هو الواهب المائة المصطفا ة لاط العلوق بهن احمرارا
إما مخاضا وإما عشارا
والعلقى : شجر تدوم خضرته في القيظ ولها أفنان طوال دقاق وورق لطاف ، بعضهم يجعل ألفها للتأنيث ، وبعضهم يجعلها للإلحاق وتنون ; قال الجوهري : علقى نبت ، وقال : تكون واحدة وجمعا ; قال سيبويه العجاج يصف ثورا :فحط في علقى وفي مكور بين تواري الشمس والذرور
يستن في علقى وفي مكور
وقال : ولم ينونه رؤبة ، واحدته علقاة ، قال : الألف في علقاة ليست للتأنيث لمجيء هاء التأنيث بعدها ، وإنما هي للإلحاق ببناء جعفر وسلهب ، فإذا حذفوا الهاء من علقاة قالوا علقى غير منون ; لأنها لو كانت للإلحاق لنونت كما تنون أرطى ، ألا ترى أن من ألحق الهاء في علقاة اعتقد فيها أن الألف للإلحاق ولغير التأنيث ؟ فإذا نزع الهاء صار إلى لغة من اعتقد أن الألف للتأنيث فلم ينونها كما لم ينونها ، ووافقهم بعد نزعه الهاء من علقاة على ما يذهبون إليه من أن ألف علقى للتأنيث . وبعير عالق : يرعى العلقى . والعالق أيضا : الذي يعلق العضاه أي : ينتف منها ، سمي عالقا لأنه يعلق العضاه لطولها . وعلقت الإبل العضاه تعلق - بالضم - علقا إذا تسنمتها أي : رعتها من أعلاها وتناولتها بأفواهها ، وهي إبل عوالق . ورجل ذو معلقة أي : مغير يعلق بكل شيء أصابه ; قال : ابن جنيأخاف أن يعلقها ذو معلقه
وجاء بعلق فلق ؛ أي : الداهية وقد أعلق وأفلق . وعلق فلق : لا ينصرف ; حكاه أبو عبيد عن . ويقال للرجل : أعلقت وأفلقت أي : جئت بعلق فلق ، وهي الداهية ، لا يجري مجرى الكسائي عمر . ويقال : العلق الجمع الكثير .والعولق : الغول ، وقيل : الكلبة الحريصة ، قال : وكلبة عولق حريصة ; قال الطرماح :
عولق الحرص إذا أمشرت ساورت فيه سؤور المسامي
أرسلها عليقة وقد علم أن العليقات يلاقين الرقم
إنا وجدنا علب العلائق فيها شفاء للنعاس الطارق
وقائلة لا تركبن عليقة ومن لذة الدنيا ركوب العلائق
بأي علاقتنا ترغبو ن عن دم عمرو على مرثد
وكنت إذا جاورت أعلقت في الذرى يدي فلم يوجد لجنبي مصرع
وسائلة بثعلبة بن سير وقد علقت بثعلبة العلوق
عين بكي لسامة بن لؤي علقت مل أسامة العلاقه
حملت من جرم مثاقيل حاجتي كريم المحيا مشنقا بالعلائق
قعقعة المحور خطاف العلق
يقال : أعرني علقك ، أي : أداة بكرتك ، وقيل : العلق البكرة ، والجمع أعلاق ; قال :عيونها خرز لصوت الأعلاق
وقيل : العلق القامة ، والجمع كالجمع ، وقيل : العلق أداة البكرة ، وقيل : هو البكرة وأداتها ، يعني الخطاف والرشاء والدلو ، وهي العلقة . والعلق : الحبل المعلق بالبكرة ; وأنشد : ابن الأعرابيكلا زعمت أنني مكفي وفوق رأسي علق ملوي
بئس مقام الشيخ بالكرامه محالة صرارة وقامه
وعلق يزقو زقاء الهامه
اسق هذا وذا وذاك وعلق لا تسم الشراب إلا عليقا
والعلاقة : بالفتح : علاقة الخصومة . وعلق به علقا : خاصمه . يقال : لفلان في أرض بني فلان علاقة أي : خصومة . ورجل معلاق وذو معلاق : خصيم شديد الخصومة يتعلق بالحجج ويستدركها ; ولهذا قيل في الخصيم الجدل :
لا يرسل الساق إلا ممسكا ساقا
أي : لا يدع حجة إلا وقد أعد أخرى يتعلق بها . والمعلاق : اللسان البليغ ; قال مهلهل :إن تحت الأحجار حزما وجودا وخصيما ألد ذا معلاق
والعلق : الدم ، ما كان ، وقيل : هو الدم الجامد الغليظ ، وقيل : الجامد قبل أن ييبس ، وقيل : هو ما اشتدت حمرته ، والقطعة منه علقة .
وفي حديث سرية بني سليم : فإذا الطير ترميهم بالعلق . أي : بقطع الدم الواحدة علقة .
وفي حديث : ابن أبي أوفى أنه بزق علقة ثم مضى في صلاته أي : قطعة دم منعقد .
وفي التنزيل : ثم خلقنا النطفة علقة ومنه قيل لهذه الدابة التي تكون في الماء : علقة ؛ لأنها حمراء كالدم ، وكل دم غليظ علق .
والعلق : دود أسود في الماء معروف ، الواحدة علقة .
وعلق الدابة علقا : تعلقت به العلقة . وقال الجوهري : علقت الدابة إذا شربت الماء فعلقت بها العلقة . وعلقت به علقا : لزمته . ويقال : علق العلق بحنك الدابة علقا إذا عض على موضع العذرة من حلقه يشرب الدم ، وقد يشرط موضع المحاجم من الإنسان ويرسل عليه العلق حتى يمص دمه . والعلقة : دودة في الماء تمص الدم ، والجمع علق . والإعلاق : إرسال العلق على الموضع ليمص الدم .
وفي الحديث : اللدود أحب إلي من الإعلاق . وفي حديث عامر : . خير الدواء العلق والحجامة
العلق : دويدة حمراء تكون في الماء تعلق بالبدن وتمص الدم ، وهي من أدوية الحلق والأورام الدموية ؛ لامتصاصها الدم الغالب على الإنسان . والمعلوق من الدواب والناس : الذي أخذ العلق بحلقه عند الشرب . والعلوق : التي لا تحب زوجها ، ومن النوق التي لا تألف الفحل ولا ترأم الولد ، وكلاهما على الفأل ، وقيل : هي التي ترأم بأنفها ولا تدر ، وفي المثل : عاملنا معاملة العلوق ترأم فتشم ؛ قال :
وبدلت من أم علي شفيقة علوقا وشر الأمهات علوقها
وقال اللحياني : هي التي ترأم بأنفها وتمنع درتها ؛ قال أفنون التغلبي :
أم كيف ينفع ما تأتي العلوق به رئمان أنف إذا ما ضن باللبن
ومانحني كمناح العلو ق ما تر من غرة تضرب
وكان الخليل إذا رابني فعاتبته ثم لم يعتب
والمعالق من الإبل : كالعلوق . ويقال : علق فلان راحلته إذا فسخ خطامها عن خطمها وألقاه عن غاربها ليهنئها .
والعلق : المال الكريم . يقال : علق خير ، وقد قالوا : علق شر ، والجمع أعلاق . ويقال : فلان علق علم وتبع علم وطلب علم . ويقال : هذا الشيء علق مضنة أي : يضن به ، وجمعه أعلاق . ويقال : عرق مضنة - بالراء - وقد تقدم .
وقال اللحياني : العلق الثوب الكريم أو الترس أو السيف ، قال : وكذا الشيء الواحد الكريم من غير الروحانيين ، ويقال له العلوق .
والعلق بالكسر : النفيس من كل شيء .
وفي حديث حذيفة : . أي : نفائس أموالنا ، الواحد علق - بالكسر - سمي به لتعلق القلب به . والعلق أيضا : الخمر لنفاستها ، وقيل : هي القديمة منها ؛ قال : فما بال هؤلاء الذين يسرقون أعلاقنا
إذا ذقت فاها قلت علق مدمس أريد به قيل فغودر في ساب
والعلق في الثوب : ما علق به . وأصاب ثوبي علق - بالفتح - وهو ما علقه فجذبه . والعلق والعلقة : الثوب النفيس يكون للرجل . والعلقة : قميص بلا كمين ، وقيل : هو ثوب صغير يتخذ للصبي ، وقيل : هو أول ثوب يلبسه المولود ؛ قال :
وما هي إلا في إزار وعلقة مغار ابن همام على حي خثعما
بأي علاقتنا ترغبو ن عن دم عمرو على مرثد
والعلاقة : التباعد ؛ فأراد أي ذلك تكرهون ، أتأبون دم عمرو على مرثد ولا ترضون به ؟ قال : والعلاقة ما كان من متاع أو مال أو علقة أيضا ، وعلق للنفيس من المال ، وقيل : كان مرثد قتل عمرا فدفعوا مرثدا ليقتل به فلم يرضوا ، وأرادوا أكثر من رجل برجل ، فقال : بأي ضعف وعجز رأيتم منا إذ طمعتم في أكثر من دم بدم ؟ والعلقة : نبات لا يلبث .
والعلقة : شجر يبقى في الشتاء تتبلغ به الإبل حتى تدرك الربيع . وعلقت الإبل تعلق علقا ، وتعلقت : أكلت من علقة الشجر . والعلق : ما تتبلغ به الماشية من الشجر ، وكذلك العلقة بالضم . وقال اللحياني : العلائق البضائع . وعلق فلان يفعل كذا : ظل ، كقولك طفق يفعل كذا ؛ قال الراجز :
علق حوضي نغر مكب إذا غفلت غفلة يعب
وفي حديث . بهذا الإعلاق
وفي حديث أم قيس : . دخلت على النبي - صلى الله عليه وسلم - بابن لي وقد أعلقت عليه
الإعلاق : معالجة عذرة الصبي ، وهو وجع في حلقه وورم تدفعه أمه بأصبعها هي أو غيرها . يقال : أعلقت عليه أمه ، إذا فعلت ذلك وغمزت ذلك الموضع بأصبعها ودفعته . أبو العباس : أعلق إذا غمز حلق الصبي المعذور وكذلك دغر ، وحقيقة أعلقت عنه : أزلت العلوق وهي الداهية . قال الخطابي : المحدثون يقولون : أعلقت عليه . وإنما هو أعلقت عنه . أي : دفعت عنه . ومعنى أعلقت عليه : أوردت عليه العلوق . أي : ما عذبته به من دغرها ؛ [ ص: 258 ] ومنه قولهم : أعلقت علي ، إذا أدخلت يدي في حلقي أتقيأ .
وجاء في بعض الروايات العلاق ، وإنما المعروف الإعلاق ، وهو مصدر أعلقت ، فإن كان العلاق الاسم فيجوز ، وأما العلق فجمع علوق ، والإعلاق : الدغر . والمعلق : العلبة إذا كانت صغيرة ، ثم الجنبة أكبر منها تعمل من جنب الناقة ، ثم الحوأبة أكبرهن . والمعلق : قدح يعلقه الراكب معه ، وجمعه معالق . والمعالق : العلاب الصغار ، واحدها معلق ؛ قال : الفرزدق
وإنا لنمضي بالأكف رماحنا إذا أرعشت أيديكم بالمعالق
عن اللحياني : يقال سلقه بلسانه وعلقه إذا تناوله ؛ وهو معنى قول الأعشى :
نهار شراحيل بن قيس يريبني وليل أبي عيسى أمر وأعلق
لئن نجوت ونجت معاليق من الدبى إني إذا لمرزوق
وذو علاق : جبل . وذو علق : اسم جبل ؛ عن أبي عبيدة .
وأنشد : ابن أحمر
ما أم غفر على دعجاء ذي علق ينفي القراميد عنها الأعصم الوقل
قال الحربي : يقول من صغرها وقلة رفقها فيصبر عليها حتى يموتا هرما ، والمراد حث أصحابه على الوصية بالنساء والصبر عليهن . أي : أن أهل الكتاب يفعلون ذلك بنسائهم .
وعلقت المرأة أي : حبلت . وعلق الظبي في الحبالة . والعليق ، مثال القبيط : نبت يتعلق بالشجر يقال له بالفارسية " سبرند " وربما قالوا العليقى مثال القبيطى . وفي التهذيب في هذه الترجمة : روي عن علي - رضي الله عنه - أنه قال : لنا حق إن نعطه نأخذه ، وإن لم نعطه نركب أعجاز الإبل .
قال الأزهري : معنى قوله : نركب أعجاز الإبل أي : نرضى من المركب بالتعليق ؛ لأنه إذا منع التمكن من الظهر رضي بعجز البعير ، وهو التعليق ، والأولى بهذا أن يذكر في ترجمة ( عجز ) وقد تقدم .