وإن ، جاز ; لأن البقر خلقت للحرث ، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم : { اكترى بقرا للحرث } . متفق عليه . ويحتاج إلى شرطين : معرفة الأرض ، وتقدير العمل ، فأما الأرض فلا تعرف إلا بالمشاهدة ; لأنها تختلف ، فتكون صلبة تتعب البقر والحراث ، وقد يكون فيها حجارة تتعلق بالسكة ، وتكون رخوة سهلة يسهل حرثها ، ولا تأتي الصفة عليها ، فيحتاج إلى رؤيتها . بينما رجل يسوق بقرة ، أراد أن يركبها ، فقالت : إني لم أخلق لهذا ، إنما خلقت للحرث
وأما تقدير العمل ، فيجوز بأحد شيئين ; إما بالمدة ، كيوم ويومين ، وإما الأرض ، كهذه القطعة ، أو من هذا المكان إلى هذا المكان ، أو بالمساحة ، كمدى أو مديين ، ونحو ذلك ، كل ذلك جائز ; لأن العلم يحصل به . فإن قدره بالمدة ، فلا بد من معرفة البقر التي يعمل عليها ; لأن الغرض يختلف باختلافها في القوة والضعف . ويجوز أن يستأجر البقر مفردة ليتولى رب الأرض الحرث بها . ويجوز أن يستأجرها مع صاحبها ليتولى الحرث بها . ويجوز استئجارها بآلتها من الفدان والنير ، واستئجارها بدون آلتها ، وتكون الآلة من عند صاحب الأرض .