[ ص: 623 ] سورة الطور
مكية، وهي تسع وأربعون، وقيل: ثمان وأربعون آية
[نزلت بعد السجدة]
بسم الله الرحمن الرحيم
والطور وكتاب مسطور في رق منشور والبيت المعمور والسقف المرفوع والبحر المسجور إن عذاب ربك لواقع ما له من دافع يوم تمور السماء مورا وتسير الجبال سيرا
"والطور": الجبل الذي كلم الله عليه موسى وهو بمدين. والكتاب المسطور في الرق المنشور، والرق: الصحيفة. وقيل: الجلد الذي يكتب فيه الكتاب الذي يكتب فيه الأعمال. قال الله تعالى: ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا [الإسراء: 13] وقيل: هو ما كتبه الله لموسى وهو يسمع صرير القلم. وقيل: اللوح المحفوظ. وقيل القرآن، ونكر لأنه كتاب مخصوص من بين جنس الكتب، كقوله تعالى: ونفس وما سواها [الشمس: 7]. والبيت المعمور الضراح في السماء الرابعة. وعمرانه: كثرة غاشيته من الملائكة. وقيل: الكعبة لكونها معمورة بالحجاج والعمار والمجاورين والسقف المرفوع السماء والبحر المسجور المملوء. وقيل: الموقد، من قوله تعالى: وإذا البحار سجرت [التكوير: 6] وروي أن الله تعالى يجعل يوم القيامة البحار كلها نارا تسجر بها نار جهنم. وعن أنه سأل يهوديا: أين موضع النار في كتابكم؟ قال: في البحر. قال علي رضي الله عنه ما أراه إلا صادقا، لقوله تعالى: علي: والبحر [ ص: 624 ] المسجور . "لواقع" لنازل. قال : أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أكلمه في الأسارى فألفيته في صلاة الفجر يقرأ سورة الطور، فلما بلغ جبير بن مطعم إن عذاب ربك لواقع أسلمت خوفا من أن ينزل العذاب. تمور السماء تضطرب وتجيء وتذهب. وقيل: المور تحرك في تموج، وهو الشيء يتردد في عرض كالداغصة في الركبة.