أما الخمر فالكلام فيها في عشرة مواضع : [ ص: 90 ] أحدها في بيان مائيتها وهي النيء من ماء العنب إذا صار مسكرا وهذا عندنا وهو المعروف عند أهل اللغة وأهل العلم
وقال بعض الناس : هو اسم لكل مسكر لقوله عليه الصلاة والسلام { } : وقوله عليه الصلاة والسلام { كل مسكر خمر } وأشار إلى الكرمة والنخلة ، ولأنه مشتق من مخامرة العقل وهو موجود في كل مسكر الخمر من هاتين الشجرتين
ولنا أنه اسم خاص بإطباق أهل اللغة فيما ذكرناه ولهذا اشتهر استعماله فيه وفي غيره غيره ، [ ص: 91 ] ولأن حرمة الخمر قطعية وهي في غيرها ظنية ، [ ص: 92 ] وإنما سمي خمرا لتخمره لا لمخامرته العقل ، على أن ما ذكرتم لا ينافي كون الاسم خاصا فيه
[ ص: 93 ] فإن النجم مشتق من النجوم وهو الظهور ، ثم هو اسم خاص للنجم المعروف لا لكل ما ظهر وهذا كثير النظير
والحديث الأول طعن فيه رحمه الله ، والثاني أريد به بيان الحكم ; إذ هو اللائق بمنصب الرسالة يحيى بن معين
والثاني في وهذا الذي ذكره في الكتاب قول حق ثبوت هذا الاسم رحمه الله أبي حنيفة وعندهما إذا اشتد صار خمرا ، ولا يشترط القذف بالزبد ; لأن الاسم يثبت به ، وكذا المعنى المحرم وهو المؤثر في الفساد [ ص: 94 ] بالاشتداد
رحمه الله أن الغليان بداية الشدة ، وكمالها بقذف بالزبد وسكونه ; إذ به يتميز الصافي من الكدر ، وأحكام الشرع قطعية فتناط بالنهاية كالحد وإكفار المستحل وحرمة البيع ولأبي حنيفة
وقيل يؤخذ في حرمة الشرب بمجرد الاشتداد احتياطا