الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                3405 ( أخبرنا ) أبو عبد الله الحافظ في آخرين قالوا : ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، ثنا الربيع بن سليمان ، أنبأ الشافعي ، أنبأ مالك ( ح وأخبرنا ) أبو عبد الله الحافظ ، ثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب ، ثنا السري بن خزيمة ، ثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك ، عن ابن شهاب ، عن عبيد الله بن عبد الله ، عن ابن عباس قال : أقبلت راكبا على أتان ، وأنا يومئذ قد ناهزت الاحتلام ، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي بالناس بمنى ، فمررت بين يدي بعض الصف ، فنزلت ، وأرسلت الأتان ترتع ، ودخلت في الصف فلم ينكر ذلك علي أحد . وفي حديث الشافعي : فأرسلت حماري ترتع ، ودخلت الصف ، فلم ينكر ذلك علي أحد .

                                                                                                                                                ( وأخبرنا ) أبو عبد الله الحافظ ، ثنا أبو بكر بن إسحاق ، أنبأ إسماعيل بن قتيبة ، ثنا يحيى بن يحيى ، قال : قرأت على مالك ، فذكره مثل حديث القعنبي ، إلا أنه قال : بين يدي الصف ، وقال : فلم ينكر ذلك علي أحد . رواه البخاري في الصحيح عن عبد الله بن يوسف ، وعبد الله بن مسلمة القعنبي . ورواه مسلم عن يحيى بن يحيى .

                                                                                                                                                ورواه يونس بن يزيد ، عن ابن شهاب ، فقال : في حجة الوداع . ورواه معمر عن ابن شهاب ، فقال : في حجة الوداع ، أو قال : يوم الفتح . وحجة الوداع أصح . وروينا في رواية مالك في كتاب المناسك من الموطأ أنه قال في هذا الحديث : إلى غير جدار .

                                                                                                                                                قال الشافعي - رحمه الله - : يعني - والله أعلم - إلى غير سترة .

                                                                                                                                                وذلك يدل على خطأ من زعم أنه صلى إلى سترة ، وأن سترة الإمام سترة المأموم ، فلذلك لم يقطع مرور الحمار بين أيديهم صلاتهم ، ففي رواية مالك دليل على أنه صلى إلى غير سترة . والله - تعالى - أعلم .

                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                الخدمات العلمية