الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
6088 - وعن زر بن حبيش ، قال : قال علي - رضي الله عنه - : والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ، إنه لعهد النبي الأمي - صلى الله عليه وسلم - إلي : أن لا يحبني إلا مؤمن ، ولا يبغضني إلا منافق . رواه مسلم .

التالي السابق


6088 - ( وعن زر ) : بكسر الزاي وتشديد الراء ( ابن حبيش ) : بضم مهملة وفتح موحدة فسكون تحتية فشين معجمة . قال المؤلف : أسدي كوفي ، عاش في الجاهلية ستين سنة وفي الإسلام ستين ، وهو من أكابر القراء المشهورين من أصحاب عبد الله بن مسعود وسمع عمر ، روى عنه خلق كثير من التابعين وغيرهم . ( قال : قال علي - رضي الله عنه - : والذي فلق الحبة ) ، أي شقها ، وأخرج النبات منها ( وبرأ النسمة ) ، أي خلق كل ذات روح ( إنه ) ، أي : الشأن ( لعهد النبي الأمي إلي ) ، أي : أكد ذلك وبالغ علي حتى كأنه عهد إلي ، وفي نسخة بسكون الهاء على أنه مصدر مرفوع مضاف إلى النبي الأمي ، وهو فاعله لقوله : إلي ، وأن في قوله : ( أن لا يحبني ) : مصدرية أو تفسيرية لما في العهد من معنى القول ، والمعنى لا يحبني حبا مشروعا مطابقا للواقع من غير زيادة ونقصان ليخرج النصيري والخارجي ( إلا مؤمن ) ، أي كامل الإيمان فمن أحبه وأبغض الشيخين مثلا فما أحبه حبا مشروعا أيضا ، كما أشار إليه السيد جمال الدين ، لكن عبارته قاصرة بل موهمة حيث قال ، أي : لا يحبني حبا مشروعا فلا ينتقص حينئذ بمن يحبه ويبغض أبا بكر وعمر . ( ولا يبغضني إلا منافق ) . أي حقيقة أو حكما ( رواه مسلم ) . وأخرجه الترمذي ولفظه : عهد إلي من غير قسم ، وقال : حسن صحيح .

وعن علي قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " من أحبني وأحب هذين وأباهما وأمهما كان معي في درجتي يوم القيامة " . أخرجه أحمد والترمذي وقال : هذا حديث غريب . وعن أم سلمة - رضي الله عنها - كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " لا يحب عليا منافق ولا يبغضه مؤمن " . أخرجه الترمذي وقال : حسن غريب . وعنها أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لعلي : " لا يبغضك مؤمن ولا يحبك منافق " أخرجه أحمد في المسند : وعن المطلب بن عبد الله بن حنطب عن أبيه قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " يا أيها الناس أوصيكم بحب ذي قرابتي أخي وابن عمي علي بن أبي طالب ، فإنه لا يحبه إلا مؤمن ولا يبغضه إلا منافق ، من أحبه فقد أحبني ومن أبغضه فقد أبغضني " . أخرجه أحمد في المناقب . وعن فاطمة بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قالت : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " إن السعيد كل السعيد حق السعيد من أحب عليا في حياته وبعد موته " . أخرجه أحمد . وروى الحاكم عن أنس مرفوعا : " حب العرب إيمان ، وبغضهم نفاق " وروى ابن عدي عن أنس : " حب أبي بكر وعمر إيمان وبغضهما نفاق " . وروى ابن عساكر عن جابر : " حب أبي بكر وعمر من الإيمان وبغضهم كفر ، وحب الأنصار من الإيمان وبغضهم كفر ، وحب العرب من الإيمان وبغضهم كفر ، ومن سب أصحابي فعليه لعنة الله ، ومن حفظني فيهم فأنا أحفظه يوم القيامة " .




الخدمات العلمية