الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            6770 - وعن جابر بن عبد الله قال : جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال : يا رسول الله إن أبي أخذ مالي فقال النبي - صلى الله عليه وسلم : " اذهب فأتني بأبيك " . فنزل جبريل على النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال : " إن الله عز وجل يقرئك السلام ويقول لك : إذا جاءك الشيخ فسله عن شيء قاله في نفسه ، ما سمعته أذناه " . فلما جاء الشيخ قال له النبي - صلى الله عليه وسلم : " ما بال ابنك يشكوك أتريد أن تأخذ ماله ؟ " . فقال : سله يا رسول الله ، هل أنفقته إلا على إحدى عماته أو خالاته أو على نفسي ؟ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم : " إيه دعنا من هذا ، أخبرني عن شيء قلته في نفسك ما سمعته أذناك " . فقال الشيخ : والله يا رسول الله ، ما يزال الله يزيدنا بك يقينا ، لقد قلت شيئا في نفسي ما سمعته أذناي، فقال : " قل ، وأنا أسمع " . قال : قلت :

                                                                                            غذوتك مولودا ومنتك يافعا تعل بما أجني عليك وتنهل .

                                                                                                إذا ليلة ضافتك بالسقم لم أبت
                                                                                            لسقمك إلا ساهرا أتململ .

                                                                                                كأني أنا المطروق دونك بالذي
                                                                                            طرقت به دوني فعيني تهمل .

                                                                                                تخاف الردى نفسي عليك وإنها
                                                                                            لتعلم أن الموت وقت مؤجل .

                                                                                                فلما بلغت السن والغاية التي
                                                                                            إليها مدى ما كنت فيك أؤمل .

                                                                                                جعلت جزائي غلظة وفظاظة
                                                                                            كأنك أنت المنعم المتفضل .

                                                                                                فليتك إذ لم ترع حق أبوتي
                                                                                            فعلت كما الجار المجاور يفعل .

                                                                                                تراه معدا للخلاف كأنه
                                                                                            برد على أهل الصواب موكل .

                                                                                            قال : حينئذ أخذ النبي - صلى الله عليه وسلم - بتلابيب ابنه فقال : " أنت ومالك لأبيك "
                                                                                            .

                                                                                            قلت : روى ابن ماجه طرفا منه .

                                                                                            رواه الطبراني في الصغير ، والأوسط ، وفيه من لم أعرفه . والمنكدر بن محمد ضعيف ، وقد وثقه أحمد، والحديث بهذا التمام منكر ، وقد تقدمت له طريق مختصرة رجال إسنادها رجال الصحيح .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية