الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                              صفحة جزء
                                                                              980 حدثنا محمد بن بشار حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن إسمعيل بن رجاء قال سمعت أوس بن ضمعج قال سمعت أبا مسعود يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله فإن كانت قراءتهم سواء فليؤمهم أقدمهم هجرة فإن كانت الهجرة سواء فليؤمهم أكبرهم سنا ولا يؤم الرجل في أهله ولا في سلطانه ولا يجلس على تكرمته في بيته إلا بإذن أو بإذنه [ ص: 310 ]

                                                                              التالي السابق


                                                                              [ ص: 310 ] قوله ( أقرؤهم لكتاب الله ) أي أكثرهم قرآنا وأجودهم قراءة (أقدمهم هجرة ) إما لأن القدم في الهجرة شرف يقتضي التقديم أو لأن من تقدم هجرته فلا يخلو عن علم غالبا بالنسبة إلى من تأخر وقد جاء بعد الأقرأ الأعلم بالسنة فالظاهر أن في هذه الرواية اختصارا والله أعلم . وحملوا السنة على أحكام الصلاة قوله ( ولا يؤم الرجل ) على بناء المفعول واللفظ نهي أو نفي والمراد بالسلطان محل السلطان وهو موضع يملكه الرجل وله فيه تسلط بالتصرف لصاحب المجلس وإمامه فإنه أحق من غيره وإن كان أفقه لئلا يؤدي ذلك إلى التباغض والخلاف الذي شرع الإجماع لرفعه قوله ( ولا يجلس ) على بناء المفعول واللفظ يحتمل الوجهين كما تقدم (والتكرمة ) الموضع المعد لجلوس الرجل في بيته خص به إكراما له ا ه قوله ( إلا بإذن ) متعلق بالفعلين وقيل بالثاني فقط فلا يجوز الإمامة إلا لصاحب البيت وإن أذن وهذا الحديث يقيد تقدم الأقرأ وغالب الفقهاء على تقديم الأعلم ولهم عن هذا الحديث جوابان النسخ بإمامة أبي بكر مع أن أقرأهم أبي وكان أبو بكر أعلمهم كما قال أبو سعيد ودعوى أن الحكم مخصوص بالصحابة أو كان أقرؤهم أعلمهم لكونهم يأخذون القرآن بالمعاني وبين الجوابين تناقض لا يخفى ولفظ الحديث يفيد عموم الحكم ا ه .




                                                                              الخدمات العلمية