الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                  صفحة جزء
                                                                  20424 أخبرنا عبد الرزاق ، عن معمر ، عن الزهري ، قال : سمعته يقول : إن حذيفة بن اليمان كان أحد بني عبس ، وكان أنصاريا ، وإنه قاتل مع أبيه اليمان يوم أحد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قتالا شديدا ، وإن المسلمين أحاطوا باليمان يضربونه بأسيافهم ، فقال حذيفة : يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين ، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم ، فزادته عند رسول الله صلى الله عليه وسلم خيرا ، . . . النبي صلى الله عليه وسلم اليمان ، قال : فبينا النبي صلى الله عليه وسلم سائر إلى تبوك نزل عن راحلته ليوحى إليه ، وأناخها النبي صلى الله عليه وسلم ، فنهضت الناقة تجر زمامها مطلقة ، فتلقاها حذيفة ، فأخذ بزمامها يقودها حتى أناخها وقعد عندها ، ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم قام فأقبل يريد ناقته ، فقال : " من هذا ؟ " ، فقال : حذيفة [ ص: 239 ] بن اليمان ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " فإني أسر إليك سرا لا تحدث به أحدا أبدا ، إني نهيت أن أصلي على فلان وفلان " رهط ذوي عدد من المنافقين ، قال : فلما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، واستخلف عمر ، فكان إذا مات الرجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ممن يظن عمر أنه من أولئك الرهط أخذ بيد حذيفة ، فقاده ، فإن مشى معه صلى عليه ، وإن انتزع منه لم يصل عليه ، وأمر من يصلي عليه .

                                                                  التالي السابق


                                                                  الخدمات العلمية