الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                صفحة جزء
                ( الوجه الثاني عشر وهو الخامس عشر : أن الله تعالى قال : { وطهر بيتي للطائفين والقائمين والركع السجود } فأمر بتطهير بيته الذي هو المسجد الحرام وصح عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه أمر بتنظيف المساجد وقال : { جعلت لي كل أرض طيبة مسجدا وطهورا } وقال { الطواف بالبيت صلاة } ومعلوم قطعا أن الحمام لم يزل ملازما للمسجد الحرام لأمنه وعبادة بيت الله وأنه لا يزال ذرقه ينزل في المسجد وفي المطاف والمصلى . فلو كان نجسا لتنجس المسجد بذلك ولوجب [ ص: 585 ] تطهير المسجد منه : إما بإبعاد الحمام أو بتطهير المسجد أو بتسقيف المسجد ولم تصح الصلاة في أفضل المساجد وأمها وسيدها لنجاسة أرضه وهذا كله مما يعلم فساده يقينا .

                ولا بد من أحد قولين : إما طهارته مطلقا أو العفو عنه . كما في الدليل قبله وقد بينا رجحان القول بالطهارة المطلقة .

                التالي السابق


                الخدمات العلمية