الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            10294 - وعن عبد الله بن عمرو قال : شهدت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - [ يوم حنين ] وجاءته وفود هوازن ، فقالوا : يا رسول الله ، إنا أهل وعشيرة فمن علينا من الله عليك ; فإنه [ قد ] نزل بنا من البلاء ما لم يخف عليك ، فقال : " اختاروا بين نسائكم وأموالكم وأنسابكم " . قالوا : خيرتنا بين أحسابنا وأموالنا ، نختار أبناءنا ، فقال : " ما كان لي ولبني عبد المطلب فهو لكم ، فإذا صليت الظهر فقولوا : إنا [ نستشفع ] برسول الله - صلى الله عليه وسلم - على المسلمين وبالمسلمين على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في نسائنا وأبنائنا " .

                                                                                            قال : ففعلوا ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " أما ما كان لي ولبني عبد المطلب فهو لكم " ، وقال المهاجرون : ما كان لنا فهو لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقالت الأنصار مثل ذلك ، وقال عيينة بن بدر : أما ما كان لي ولبني فزارة فلا ، وقال الأقرع بن حابس : أما أنا وبنو تميم فلا ، وقال عباس بن مرداس : أما أنا وبنو سليم فلا ، فقال الحيان : كذبت ! ! بل [ ص: 188 ] هو لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال [ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ] : " يا أيها الناس ، ردوا عليهم نساءهم وأموالهم فمن تمسك بشيء من هذا الفيء فله علينا ستة فرائض من أول ما يفيء الله علينا " .

                                                                                            ثم ركب راحلته وتعلق به الناس يقولون : اقسم علينا فيئنا بيننا حتى ألجئوه إلى سمرة فخطفت رداءه ، فقال : " يا أيها الناس ، ردوا علي ردائي ، فوالله لو كان بعدد شجر تهامة نعم لقسمته بينكم ، ثم لا تلقوني بخيلا ولا جبانا ولا كذوبا " .

                                                                                            ثم دنا من بعير فأخذ وبرة من سنامه فجعلها بين إصبعيه السبابة والوسطى ثم رفعها ، فقال : " يا أيها الناس ، ليس لي من هذا الفيء ولا هذه ، إلا الخمس ، والخمس مردود عليكم ، فردوا الخياط والمخيط ، فإن الغلول يكون على أهله يوم القيامة عارا ونارا وشنارا " .

                                                                                            فقام رجل معه كبة من شعر ، فقال : إني أخذت هذه أصلح بها بردعة بعير لي دبر . فقال : " أما ما كان لي ولبني عبد المطلب فهو لك " . فقال الرجل : يا رسول الله ، أما إذا بلغت ما أرى فلا أرب لي بها . ونبذها
                                                                                            .

                                                                                            قلت : رواه أبو داود باختصار كثير . رواه أحمد ، ورجال أحد إسناديه ثقات .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية